الفلاح والملاك
حاكم الربيعي
في زمن سادت فيه العلاقات الاقطاعية وشبه الاقطاعيه ماقبل ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وأخذ الاقطاعيون وروساء عشائر واختيارية يتعاملون باساليب تعبر عن عنجهية وتسلط واستئثار وغمط لحقوق الفلاحين والمزارعين
. تصل في بعض الحالات ، الى الاعتداء بالضرب ، مما أثار لدى الفلاحين الضغينه والحقد تجاه الاقطاعيين وهي مسألة منطقيه
، ان أساليب التعامل السيئه تولد ردود فعل متنوعه ، ومعلوم ان الاحزاب والحركات الوطنيه ولدت ثقافه معرفيه بحقوق الفلاحين والعمال وكل مايصنف ضمن الطبقات الكادحه ، ومن مزيد المعارف ان الفلاح أصبح يدرك ان كبر مساحة الارض التي يملكها الاقطاعي هي متوازنه مع حجم عمالته للمحتل الاجنبي ، وقصة الفارس حمدان شاهد على ذلك ، ذلك الفارس الذي أقلق الاجلاف الانكليز والذين عجزوا عن النيل منه . ولذلك ارسلت له ملكة بريطانيا هدايا وطلبت من الجنرال البريطاني ان يتسابق مع حمدان لحين تعب الخيل ، وحمدان وافق لهدف في نفسه وعند بدء السباق ووصول الخيل الى نقطه معينه على اساس طول المسافه التي قطعت تصبح الارض ملك لحمدان ، وهناك بدء حمدان يحدث الحصان فرأى ذلك الجنرال الانكليزي فقال لحمدان ، هل خيلكم تتكلم رد عليه نعم ، فقال الجنرال لحمدان ماذا قال لك أجابه ، ان الحصان يقول له مو عيب ياحمدان المحتل الاجنبي يمنحكم ارض هي ارضكم ويتصرف بها اليس ارضكم ، ففضب الجنرال وعاد بائسا وأخبر ملكته التي اوعزت بقتل حمدان لكن حمدان عصى عليهم وبقي حيا لغاية سنة 1973 حيث وافاه الاجل رحم الله حمدان والابطال نظراوه ، من هذه الحكايه التي اتمنى ان يطلع عليها العراقيون ليكونو على بينة ان من يملك الاراضي هي ليست هبة من الله وهي ارض الله ولكن بقدر عمالة البعض للمحتل الاجنبي منحت هذه الاراضي وهذا يذكرني باحدهم عندما رد على شكوى زميل له ان فلان يتعامل معي وكاني فلاح لديه وانا الاستاذ الجامعي الذي افنى ثلثي عمره في الدراسة ومن يتفاخر علي بملكية أرض العماله للاجنبي ، ليست لديه مالدي من ثقافه وشهاده ، يرد عليه زميله ألست انت ابن فلاح وهو ابن ملاك يريد اقناعه بالحال ، وقد عجب من هذا الرد الغريب ، هل هكذا هي الامور تحسب ، انا ابن فلاح وذلك ابن ملاك التي حصل عليها بالعماله للاجنبي المحتل أو باي طريقه فيها افتراء وهل هذا هو المقياس ، أهي هذه ثقافه أخر زمن وصلنا اليه ، كم هناك من القصور في ثقافة البعض ومتى يصح الصح وتسير القافله على السكة الصحيحة.