حريق الكوت
أحمد كاظم نصيف
السلطان زمام الأمور، ونظام الحقوق، وقوام الحدود، والقطب الذي عليه مدار الحدود، وهو حمى الله تعالى في بلاده، وظله المدود على عباده، به ينتصر مظلومهم، ويرتدع فاسدهم، ويأمن خائفهم. قال (صلى الله عليه وسلم): «عدل ساعة في حكومة خير من عبادة ستين سنة». وقالت الحكماء: «إمام عادل خير من مطر وابل، وإمام غشوم خير من فتنة تدوم، ولم يزع الله تعالى بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن».
وقال الأفوه الأودي: لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم ... وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلاّ لَهُ عَمَدٌ ... وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ ... لِمَعشَرٍ بَلغوا الأَمرَ الَّذي كادوا