ماذا قال الجواهري عن الثورة المباركة؟
عامر محسن الغريري
لملم الليل اخر جيوش الظلام ليستيقظ الناس في الساعات الاولى ليوم 14من تموز على حركة المدرعات التي تموج في شوارع العاصمة بغداد ليعلن فيما بعد عن ولادة الجمهورية البكر وأفول العهد الملكي الذي حكم العراق من 1921-1958 يطرح المتابع لحدث الانقلاب وثورة تموز اسئلة كثيرة ..لماذا وقع انقلاب 14 تموز 1958 ؟
الم يكن الشعب بمختلف شرائحه وطوائفه مصفقا للملك فيصل الاول الذي عمل طيلة سنوات توليه عرش العراق على تخليصه من الانتداب البريطاني وترسيخ ركائز الدولة العراقية والحفاظ على ولاية الموصل الم يكن هذا الشعب مثني ومشيد بولي العهد الملك غازي الذي طالما جاهر بمواقفه المعادية للانكليز..
يمكن الرجوع بالحدث الذي قلب الواقع غير المقنع الذي عاشه الشعب في اربعينيات وخمسينات القرن المنصرم من اوضاع سياسية مرتبكة وبؤس وشقاء واعدام للعناصر الوطنية يتصدرهم قادة ثورة مايس العقداء الاربعة وكثرة سقوط الوزارات وسرعة تشكيلها وتدوير ذات الوجوه السياسية بمناصب مختلفة الى جانب الفقر والعوز وضيق سبل العيش التي وصل اليها الشعب زيادة على فساد الممسكين بدفة الحكم وعدم مبالتهم بأمال وطموحات الجماهير لتحسين الواقع السياسي والاقتصادي لذلك حدث الانقلاب المنتظر وجاء التغيير الجذري في الحياة العامة لينسف الواقع ويجد الصدى والتصفيق واستحسان الجماهير له واتضاح الفاصلة القوية بين الشعب ورموز الحكم الملكي رحب الناس بالجمهورية الوليدة التي تولى قيادتها الزعيم عبد الكريم قاسم الذي شغل منصب رئيس الوزراء والعقيد عبد السلام عارف الذي تولى مهام النائب فضلا قيادتهما لوزارتي الدفاع والداخلية لتثمر سنوات الحكم القليلة عن بنى تحتية وقرى عصرية ومدن طبية وصروح علمية واصلاح زراعي فك القيود عن رقبة الفلاحين وعلاقات خارجية رضا عنها الجميع لقد نالت هذه الثورة محبة الفقراء وتقاسم حبها مختلـــــــف شرائح المجتمع وقواه الوطنية واطيافه السياسية وستظل الجماهير تذكر مناقب الزعيم مفجر الثورة وحكايته مع صاحب الفرن الذي زاره وشاهد صورته بالحجم الكبير وقد احتلت موقعا بارزا في بناية الفرن فقال لصاحبه (كبر الصمونه وزغر الصورة) انها ثورة تموز التي نسفت واقع مرير وعلق حولها شاعر العرب الاكبر الجواهري حينما قال:
اعادت الثورة للناس المضطهدين شعورا بالاعتبار والكرامة.