حرامي مدينة الناصرية

عادل سعد

ان يكون أحد لصوص مدينة الناصرية برلمانياً ،أو محافظاً ، أو أحد أعضاء مجلس المحافظة ، أو موظفاً من درجات وظيفية اخرى  فالامر غير مستبعد أصلاً ، وربما يكون من مسؤولي منظمات مجتمع مدني ، أو أكاديمياً ، أو اديباً  امتدت يده على ابداعات اخرين زاعماً انها من بنات أفكاره  ، أو ضابط شرطة تلاعب بالتحقيق انتظاراً لرشوة ، ولكن أن يكون من أهالي الناصرية لصاً بأختصاص سرقة الكتب المدرسية التي توزع مجاناً على تلاميذ المحافظة فالامر يتطلب أقامة مجلس عزاء  للشرف ، وأعادة النظر بقرار صديقة الملاية زيارة هذه المدينة المختصة بصناعة الاحزان ، لماذا ؟ لأن السارق هذه المرة  موظفاً في( تربية) المحافظة وقد أمتدت يداه على كتب مدرسية مجانية مخزونة للعام الدراسي المنتظر 2025- 2026.

•وفق الرواية الموثقة أعلامياً ،أنه سرق أكثر من ثلاثة عشر الف كتاب لمراحل دراسية متنوعة  وكان يمكن ان تكون سرقته اكبر ، لكن هيئة  النزاهة  داهمته بالجرم المشهود والقت عليه القبض .

•في التشخيص الاعتيادي ، ماحصل  جريمة سرقة يسري عليها ما يسري  من عقوبات على جرائم السرقة ، ولو كانت هناك  دالة قضائية  اكثر عدلاً فينبغي ان يصدر الحكم  بعقوبة جريمة (ضد الانسانية) المعروفة ذيولها دوليا ،

لأن ما ارتكبه هذا الموظف انحرافاً مركّباً ، كيف ؟ ، هو ،أولاً ، موظف (تربية) ،  ثانيا ، انه سرق حق تلاميذ اطفال  من فقراء الناصرية لأن ابناء (الذوات) تتوفر لهم كتب على درجة من الزينة ، وثالثا ، إنهُ حتماً على دراية واسعة من معاناة مدارس قد لا تتوفر فيها شربة ماء نظيفة ،فأي دافعٍ مخزنٍ حفّزهُ على هذا الفعل المقزز .

• بالمناسبة ، لإصلاح ذات البين بين الله ومدراء مدارس  ،أقترح على السيد  وزير التربية أن يستقطع جزءاً من وقته ويمضي نصف نهار في مدرسة  ضمن جفاف منطقة  (سيد دخيل) ،أو على مقربة من مقام السيدة (فواده ) ، أو في أحدى  حواضر ريف (سوق الشيوخ) او (الشطرة) او (الرفاعي) ،أعتقد جازما أنه سيعود الى مكتبهِ بوزارة التربية في بغداد  وهو يستعيد قصيدة  النبيل الراحل جليل العضاض ( ياصيگل بدلالي چثيره هموم شيعمره) .