الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الجولان ورقة مساومة

بواسطة azzaman

الجولان ورقة مساومة

فاتح عبدالسلام

 

مثلما استعادت مصر سيناء في معاهدة سلام مع إسرائيل، قد تكون عودة الجولان الى سوريا مقابل السلام. وهذه المقاربة كانت معروضة في المفاوضات بين الرئيس الأسبق حافظ الأسد وإسرائيل في حقبة شهدت توقيع اتفاقيات أوسلو.

 لكن اهناك تواريخ قبل ذلك عند توقيع اتفاق فصل القوات بوساطة من هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكية العام 1974

وكانت الحكومة الإسرائيلية  قد رفعت السرية في شهر شباط 2024 عن وثائق سرية بعنوان « غولدا مائير ومفاوضات فصل الاشتباك، اذ كانت العقبة في وقتها تبادل أسرى حرب تشرين1973 ثم حسمت قضية التبادل .

ولفت أرشيف إسرائيل المتاح إلى أن «محاضر اجتماعات الحكومة الإسرائيلية، أسفرت عن الخلاف حول الانسحاب من هضبة الجولان إلى ما وراء الخط البنفسجي، وهو خط الفصل بين القوات بعد حرب (1967)».

بحسب الأرشيف: «ناقشت الحكومة الأهمية الأمنية للانسحاب من الجيب السوري، والقلق على أمن المجتمعات المحلية في مرتفعات الجولان».

وتكشف الوثائق أن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، أعرب عن «قلقه من استئناف الحرب إذا استمرت إسرائيل في التمسك بالخط الحالي».

وعن موقف غولدا مائير، قال الأرشيف: «عارضت رئيسة الوزراء في البداية أي انسحاب، لكنها اضطرت في النهاية إلى الموافقة على التنازل عن مدينة القنيطرة )جنوبي سوريا».(

ثم في مفاوضات أخرى في منتصف التسعينات برعاية الرئيس بيل كلينتون، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيرس، في مقابلة معه إنه حينما بلّغ السوريون الإسرائيليين - من خلال الأميركيين - أنهم يريدون التوصل إلى السلام بحلول سنة 1996، كان شرط إسرائيل الوحيد أن ترفع المفاوضات إلى مستوى رؤساء الدول، وأن الرئيس الأسد رفض تحديد موعد دقيق للاجتماع.

اليوم تغيرت معطيات كثيرة، واصبح هناك سوريا جديدة، خارج المحور الإيراني، وتسعى لبناء ذاتها، ومعنية بالسلام لانها لا تسعى لتدمير ما بقي من بلاد حرقها الأسد والروس والايرانيون فضلا عن اداتهم الرئيسة داعش.

يخرج وزير الخارجية الإسرائيلي ليقول ان الاحتفاظ بالجولان المحتل شرط أساس للتطبيع مع سوريا. انهم يذهبون الى خيار مختلف عن خيارات السلام المعروفة بهذا الشرط، الذي ترفضه المواثيق الدولية قبل ان ترفضه دمشق. هذا مؤشر مقلق على ان هناك مسارا اخر في عقلية حكام إسرائيل في التعامل مع سوريا الجديدة التي قصمت ظهر المحور الإيراني، ويبدو ان ذلك وحده لا يرضي تل ابيب.

 


مشاهدات 25
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/06/30 - 3:04 PM
آخر تحديث 2025/07/01 - 9:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 255 الشهر 255 الكلي 11153867
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير