الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عبود الهيمص..  صوت مليء بحب الوطن

بواسطة azzaman

من رجال ثورة العشرين

عبود الهيمص..  صوت مليء بحب الوطن

كاظـم بهَـيّـة

 

الشوملي احدى مدن محافظة بابل تقع جنوب شرق الحلة ،وتعتبر حلقة وصل بين ثلاث محافظات بابل – الديوانية – واسط ، وسميت بالشوملي فيما بعد كما يقال نسبة الى نهر الشوملي الذي نشأه الوالي العثماني (شامل باشا ) وقد تحولت التسمية من شامل الى شوملي وهكذا لهذه المدينة خصوصية بطيبة اهلها وابنائها ومشايخها وتماسكها الاجتماعي . سبق  نشأت هذه المدينة باسم سوق عبود نسبة للشيخ عبود الهميص شيخ عشيرة (البو عيسى)  احدى عشائر البو سلطان الزبيدية  في اوائل الثلاثينيات القرن الماضي ، واعتزازا بمدينته وابنائها قام الشيخ عبود بعدة واجباتها اتجاههم منها عمل على تاسيس قرية عصرية يجدون اهلها فيها المدرسة لابنائهم والمستوصف لمرضاهم والسوق لتامين احتياجاتهم ، اضافة لذلك قام ببناء مخفر للشرطة لهم ،حيث اكدها في      مذكراته قائلا(وقد نجحت في ذلك الى حد لااريد ان ازهو به ، فذلك اقل مطلوب ) . 

يعد الشيخ عبود الهيمص (1904 – 1989 ) واحدا من الاسماء الكبيرة في تاريخ العراق يتمتع بصفات وخصال نادرة المثال والذي تميز بشجاعته ووطنيته وبعطائه وكرمه ،عرفه القاصي والداني خلال مسيرته من اعمال انسانية واجتماعية ،غرفها وشربها من النبع عائلته الاصيلة وبالضبط من والده الهيمص “فقد كان في نزاع مستمر وحروب مع العثمانيين “ منذ طفولته  في بيئة تسودها العادات القبلية والتقاليد العشائرية  اكسبته خبره  حتى اهلته ان يشارك في حل النزاعات العشائرية ، ويخوض المعارك ومثال على ذلك مشاركته في ثورة العشرين المجيدة ضد المحتلين الإنكليزحيث سجل انطباعاته عن تلك الثورة في مذكراته قائلا :(وكان لي  شرف المشاركة في هذه الثورة الوطنية العظيمة وفي جميع المعارك التي خاضها الثوار في منطقتنا حتى نهايتها) .

محاربة الانكليز

وبعد ذلك عاد الشيخ عبود ، مع مجموعة من المقاتلين من ابناء عشيرته لمحاربة الانكليز في ثورة مايس عام 1941 . حيث ذكر عمره  كان عند انطلاق احداث الثورة بحدود ال (20 ) سنة .

وبعد ان تم تشكيل اول حكومة عراقية و تنصيب  فيصل ابن الشريف الحسين ابن علي ملكا دستوري على العراق في منتصف عام/1921 ، اتخذ الشيخ الهيمص قرارا بخوض الانتخابات ودخوله المجلس النيابي ،وفعلا خاض الانتخابات وتم انتخابه حتى اصبح نائبا عن لواء الحلة آنذاك ، وذلك  لمكانة الشيخ عبود بين ابناء مدينته الحلة وضواحيها عموما ، كانت مكانة كبيرة ومحترمة لأنه كان ذو شخصية اجتماعية مرموقة ومحترمة ولثقته العالية بين الناس ولتقديم خدماته الجليلة لابناء المنطقة ، فضلا لثقافته وحسن اطلاعه على الشؤون الداخلية والخارجية للبلاد .” اكسبته ثقافته الواسعة والاحداث التي عايشها ، خبرة واسعة وحنكة عميقة ، جعلت السلطات الحكومية وذوي الراي من ابناء الشعب وزعماء الامة يستعينون به في الملمات للوساطة والاحتكام في العديد من الامور والقضايا الصعبة ، “هذا ما ذكره الاستاذ سالم الالوسي رئيس دائرة الوثائق التاريخية في اتحاد المؤرخين العرب سابقا . في مقدمته عن كتاب (ذكريات وخواطر عن احداث عراقية في الماضي القريب ).الذي صدر عام 1991 .

اشتهر الشيخ عبود الهيمص بالصفات الحسنة، حيث كان عفيفا منذ صباه ،واضطلاعه وقيامه بأعمال جليلة بين  قومه وتقديم العون والمساعدة اليهم ، وحسم الخلافات وفض الخصومات بين العشائر المتنازعة وحل الخلافات فيما بينهم ، فضلا انه ..  شخصية مليء بحب الوطن وللهيمص  مضيفان الاول في الشوملي وهو  يعج بالضيوف بمناسبات الافراح والاعياد والثاني بعد ان  انتقل للعيش والسكن في  بغداد – في حي المغرب ، وبعد رحيله في 12 ت2 1989 . مازال عامران بحضور ولده الشيخ غسان عبود الهيمص زعيم عشائر البو سلطان في العراق واولاده كل من سلطان ومشعان وسنان ، يتنقلان بين بغداد والشوملي لحضور افراحهم واتراحهم وكذلك لحل الخلافات والنزاعات على خطى اجدادهم وابائهم  .


مشاهدات 289
الكاتب كاظـم بهَـيّـة
أضيف 2025/06/21 - 12:14 AM
آخر تحديث 2025/07/01 - 2:00 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 383 الشهر 383 الكلي 11153995
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير