الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الرئيس الأمريكي يطلب من الشرع تطبيع العلاقات مع إسرائيل غداة قرار رفع العقوبات عن دمشق

بواسطة azzaman

الدعوة إلى تطبيق العقوبات على طهران خلال قمة خليجية في الرياض

الرئيس الأمريكي يطلب من الشرع تطبيع العلاقات مع إسرائيل غداة قرار رفع العقوبات عن دمشق

 

الرياض (أ ف ب) - طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء من الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل وطرد ما وصفهم بأنهم «الإرهابيون الفلسطينيون»، في أول اجتماع من نوعه منذ 25 عاما، غداة إعلانه قرار رفع العقوبات عن دمشق. وأفادت مسؤولة في البيت الأبيض وكالة فرانس برس بأن الزعيمين التقيا قبيل اجتماع قادة الخليج في الرياض خلال جولة ترامب في المنطقة. وانضم إلى اللقاء الذي جمع ترامب والشرع بحضور ولي العهد السعودي بن سلمان، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الإنترنت. وخلال اللقاء الذي استمر أكثر بقليل من 30 دقيقة، طلب ترامب من الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، ودعاه إلى «ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين»، وفق بيان للبيت الأبيض.

واستضافت سوريا خلال حكم عائلة الأسد على مدى عقود الكثير من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية-القيادة العامة. وأضاف البيان أن ترامب طالب الرئيس السوري الانتقالي بـ»تولي مسؤولية» مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل سنوات. ورحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني باللقاء مع ترامب. وكتب على إكس مرفقا صورة للقاء «نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة». وأصدرت الخارجية السورية بيانا وصفت فيه اللقاء بـ»التاريخي»، من دون أن يأتي على ذكر مسألة التطبيع. وأتى لقاء ترامب في الرياض، الوجهة الخارجية الأولى له كزيارة دولة في ولايته الثانية، والشرع الذي كان زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر والذي بات رئيسا انتقاليا لسوريا، بعد كشف الرئيس الأميركي عن قرار رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على دمشق.

رفع عقوبات

وأعلن ترامب الثلاثاء أنه قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد استجابة لمطالب حلفاء الشرع في تركيا والمملكة العربية السعودية، في خطوة تتعارض مع موقف إسرائيل، حليفة واشنطن الوثيقة. وقال ترامب أمام منتدى الاستثمار السعودي الأميركي «سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لهم» للنمو، وسط تصفيق حار للحضور ومن بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأضاف «كانت العقوبات قاسية وتسببت بشلل. لكن الآن حان وقتهم للتألق». كان بيل كلينتون آخر رئيس أميركي يلتقي رئيسا سوريا وقد حاول في العام 2000 من دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل. بدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأميركية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات. فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها. ولم يشر ترامب إلى أن الولايات المتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ما يُعيق الاستثمار بشدة.

وسبق للاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا أن خففت العقوبات التي تم تشديدها أبان الحرب الأهلية.

لكن الولايات المتحدة أحجمت عن رفع العقوبات، التي أعاقت الاستثمار في إعادة إعمار سوريا التي دمرت الحرب اقتصادها. بعد سقوط الأسد، وضعت واشنطن، برئاسة جو بايدن آنذاك، شروطًا لرفع العقوبات، بما في ذلك حماية الأقليات. والتقى مبعوث أميركي كبير الشرع في دمشق في كانون الأول/ديسمبر. في الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا سلسلة من الهجمات القاتلة على الأقليتين العلوية والدرزية.

وقالت الخبيرة في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية رابحة سيف علام إنّ رفع العقوبات يعيد دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة ويتيح التحويلات الدولية من ملايين السوريين الذين فرّوا خلال الحرب. وصرّحت أنّ «وقف العمل بالعقوبات سيمنح سوريا فرصة حقيقية لاستقبال التمويل اللازم لإنعاش الاقتصاد وفرض سلطة الدولة المركزية وإطلاق مشاريع إعادة الاعمار بدعم خليجي واضح».

كذلك، التقى ترامب بقادة وممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي الست: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان. بعدها يتوجه ترامب إلى قطر، المحطة الثانية في جولته الخارجية الأولى التي طغى عليها جدل بسبب اعتزامه قبول طائرة بوينغ فخمة هدية من الدوحة لتحلّ محلّ الطائرة الرئاسية الحالية. واستضافت قطر التي تضم قاعدة جوية أميركية مترامية الأطراف، محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف إنهاء الحرب المدمّرة في غزة. لكنّ الزيارة شابها جدل كبير بعد أنباء عن اعتزام ترامب قبول طائرة فخمة بقيمة 400 مليون دولار هدية من العائلة الحاكمة في قطر.

مخاوف امنية

وتثير هذه الخطوة تساؤلات دستورية وأخلاقية كبيرة في الولايات المتّحدة، بالإضافة إلى مخاوف أمنية بشأن استخدام طائرة تبرّعت بها دولة أجنبية كطائرة رئاسية. والثلاثاء، ندّد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر بالأمر، واصفا ذلك بأنه «فساد خالص»، ومعلنا أنه سيعمل على تعطيل تثبيت جميع الأشخاص الذين اختارهم ترامب لمناصب في وزارة العدل. وتأتي زيارة ترامب لقطر بعد أيام قليلة من تفاوض واشنطن مباشرة مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر. وتوصلت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، لكنه فشل في إنهاء الحرب في شكل دائم. ويختتم ترامب جولته الخليجية بمحطة أخيرة في أبوظبي في وقت لاحق من الأسبوع.

وكان ترامب حض الأربعاء على تطبيق العقوبات على إيران بحزم، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وقال ترامب خلال قمة قادة دول الخليج في الرياض: «أريد إبرام اتفاق مع إيران. أريد أن أفعل شيئا، إن أمكن». ولتحقيق ذلك، أوضح ترامب أن على طهران أن «تتوقف عن دعم الإرهاب، وتنهي الحروب الدموية التي تخوضها بالوكالة، وتوقف سعيها للحصول على أسلحة نووية». وقال الرئيس الأميركي «أحضّ كل الدول على الانضمام إلينا في تطبيق العقوبات التي فرضتها للتو على إيران بشكل كامل وشامل». ولم يتضح ما يقصده ترامب بالضبط بقوله «فرضت للتو»، لكن إدارته فرضت في الأسابيع الأخيرة سلسلة عقوبات تستهدف النفط الإيراني وبرنامج طهران النووي. ويتصاعد التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني منذ سحب ترامب في 2018، خلال ولايته الأولى، الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015، وفرض عقوبات شاملة على أي دولة تشتري النفط الإيراني. وقال ترامب إن هذه العقوبات الثانوية «أكثر تدميرا في بعض النواحي» من العقوبات المباشرة على إيران. وعقدت الإدارة الأميركية أربع جولات من المحادثات مع إيران، في إطار سعي ترامب لتجنب أي عمل عسكري إسرائيلي يستهدف برنامج طهران النووي. وأكدت كل من واشنطن وطهران أن المحادثات جرت في أجواء إيجابية، دون التعمق في الجوانب الفنية للاتفاق. وأشارت إيران التي تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية، إلى أنها تتوقع أيضا إجراء محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا الجمعة في تركيا.

 


مشاهدات 42
أضيف 2025/05/15 - 1:11 AM
آخر تحديث 2025/05/15 - 6:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 357 الشهر 18242 الكلي 11012246
الوقت الآن
الخميس 2025/5/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير