لازلنا في مهب الريح
عبدالهادي البابي
إن الواقع العراقي لايزال واقعاً هشاً لايستطيع مواجهة الرياح والعواصف والتقلبات الداخلية والخارجية ، وعلى الجميع أن يتعاونوا وعلى كافة المستويات في الحفاظ على التماسك الوطني ، والتمسك بخيار التعايش السلمي خصوصاً في هذه المرحلة المهمة من تاريخ العراق المعاصر ، ففي هذه المرحلة الحرجة نحتاج إلى عقول واسعة وإلى صدور رحبة تتسع لبعضنا البعض ، فنحن لازالت صدورنا ضيقة ، وعقولنا ضيقة ومظلمة ، لأننا دائماً نحركها في الزوايا الصغيرة ، وكل منا يفكر بذاته ، كيف يضخم شخصيته ، وكيف يجمع الناس حوله ، فلا نفكر بالناس ، وعندما لايفكر أحدنا بالناس فأن عقولنا تتعفن بسبب أنانيتنا وابتعادنا عنهم .. ولكن عندما نفكر بالناس ونسعى لحل مشاكلهم ونشاركهم همومهم ، فأن عقولنا تتنفس الهواء الطلق ..!
ولماذا صدورنا ضيقة بعضنا على البعض الآخر ..؟
لماذا لانسمع هتافات المحرومين ..ولانحترم أصوات المستغيثين .. من نحن ؟ ومن نكون ياترى ؟؟!! ولماذا إذا سمعنا كلمة ونصيحة من الإعلام أوالصحافة أو من الجماهير شعرنا بأننا نُشتم ، وأننا نُسب ..وكأن السماء وقعت على رؤوسنا ..!!!
هذا سيد البشر محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم... فقد أتهم بأنواع التهم ..وُشتم بأنواع الشتم والسب ، ورمي بأنواع الصفات ، ولكن بقي صدره واسعاً وأستوعب الناس [فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك ]..إننا نحتاج إلى سعة الصدر ..ومن يرد أن يصبح زعيماً وكبيراً ومديراً ورئيساً ، فعليه معرفة ماقاله الإمام علي عليه السلام : [ آلة الرياسة سعة الصدر ]..فأذا أردنا أن نكون مسؤولين على الناس ، فعلينا أن نوسع صدورنا لمن حولنا ،نسمع منهم ، ونصغي إليهم ، ولانتّعقد منهم ، أو نستوحش من مطاليبهم ، وعلينا إعطائهم الفرصة للتعبير حتى يفهموننا أكثر ، وهذا مانحتاجه في واقعنا الداخلي اليوم ، ومن لايتحمل الناس ويضيق صدره بهم فأنها بلاشك لايصلح أن يكون مسؤولاً على الناس !!