الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لازلنا في مهب الريح

بواسطة azzaman

لازلنا في مهب الريح

عبدالهادي البابي

 

إن الواقع العراقي لايزال واقعاً هشاً لايستطيع مواجهة الرياح والعواصف والتقلبات الداخلية والخارجية ، وعلى الجميع أن يتعاونوا وعلى كافة المستويات في الحفاظ على التماسك الوطني ، والتمسك بخيار التعايش السلمي خصوصاً في هذه المرحلة المهمة من تاريخ العراق المعاصر ، ففي هذه المرحلة الحرجة نحتاج إلى عقول واسعة وإلى صدور رحبة تتسع لبعضنا البعض ، فنحن لازالت صدورنا ضيقة ، وعقولنا ضيقة ومظلمة ، لأننا دائماً نحركها في الزوايا الصغيرة ، وكل منا يفكر بذاته ، كيف يضخم شخصيته ، وكيف يجمع الناس حوله ، فلا نفكر بالناس ، وعندما لايفكر أحدنا بالناس فأن عقولنا تتعفن بسبب أنانيتنا وابتعادنا عنهم .. ولكن عندما نفكر بالناس ونسعى لحل مشاكلهم ونشاركهم همومهم ، فأن عقولنا تتنفس الهواء الطلق ..!

ولماذا صدورنا ضيقة بعضنا على البعض الآخر ..؟

لماذا لانسمع هتافات المحرومين  ..ولانحترم أصوات المستغيثين .. من نحن ؟ ومن نكون ياترى ؟؟!!  ولماذا إذا سمعنا كلمة ونصيحة من الإعلام أوالصحافة أو من الجماهير شعرنا بأننا نُشتم ، وأننا نُسب ..وكأن السماء وقعت على رؤوسنا ..!!!

هذا سيد البشر محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم... فقد أتهم بأنواع التهم  ..وُشتم بأنواع الشتم والسب ، ورمي بأنواع الصفات ، ولكن بقي صدره واسعاً وأستوعب الناس [فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك ]..إننا نحتاج إلى سعة الصدر ..ومن يرد أن يصبح زعيماً وكبيراً ومديراً ورئيساً  ، فعليه معرفة ماقاله الإمام علي عليه السلام :  [ آلة الرياسة سعة الصدر ]..فأذا أردنا أن نكون مسؤولين على الناس ، فعلينا أن نوسع صدورنا لمن حولنا ،نسمع منهم ، ونصغي إليهم ، ولانتّعقد منهم ، أو نستوحش من مطاليبهم ، وعلينا إعطائهم الفرصة للتعبير حتى يفهموننا أكثر ، وهذا مانحتاجه في واقعنا الداخلي اليوم ، ومن لايتحمل الناس ويضيق صدره بهم فأنها بلاشك لايصلح أن يكون مسؤولاً على الناس !!

 

 

 


مشاهدات 26
الكاتب عبدالهادي البابي
أضيف 2025/05/14 - 4:27 PM
آخر تحديث 2025/05/15 - 3:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1031 الشهر 18916 الكلي 11012920
الوقت الآن
الخميس 2025/5/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير