الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الام جنه الله وناره

بواسطة azzaman

الام جنه الله وناره 

رسول عبيد الشبلي

 

كم هي علاقة الام بأبنائها مقدسة فهي تختلف كثيراً عن الاب حيث الرحمة والحنان والعينان اللذان يراقبن كل فرد من أبنائها حينما يخرج احدهم من البيت تكاد عيناها تغرق بالدموع فهي تحس بالفراق مجرد غياب أولادها ولو لحضات وعندما توضع المائدة تسأل عن كل واحد منهم ولا تستسيغ طعماً للطعام ولا يعبر لمعدتها زبد الربيع كما يقال حتى يحضر الجميع وتطمئن عليهم .

 

وكانت امهاتنا تستيقظ منذ الصباح الباكر في برد الشتاء وحر الصيف  وتقف شامخة على تنور الطين لتطعمنا من رغيفها الناضج كأنه القمر لنبدأ يومنا بالذهاب إلى المدرسة وعند العودة نجدها قد جهزت الغداء ونأكل ثم ننام ، لم نشعر بكل ما كانت تقدمه لنا الام لأننا أطفال لكننا نحس أنها الملاذ الآمن لنا

الله اكبر رحمة الله من منا اعطاك حقك ولو القليل منه وا أسفاه كثير هو الكفر الذي نسمعه اليوم بنعمة الله فهذا من يضرب أمه ذاك من يسبها والآخر يطردها من بيته  وغيرهم من يأخذون أمهاتهم لدور المسنين 

 

اليوم خرجت إلى الدوام وانا امشي استوقفتني أمرأة كبيرة وسألتني عن الوقت كم هي الساعة

(يمة بيش الساعة ، رديت عليها : يمة الساعة تسعة إله عشرة ، چان تگول اني رايحة اشتكي الأمير المؤمنين تقصد بذلك علي بن ابي طالب عليه السلام ، كسر سنوني ، سألتها منو يمة كسر اسنونج ، گالت  :  ابني يشرب عرك ويكبسل ) أثارت حفيظتي واشفقت عليها وواصلت اسألتي لها ( وبعدها سألتها : وين تروحين يمة : كالت اروح للمشخاب ابونا هناك ) عندها قلت لها أسأل الله أن ييسر امرك  و استغفرت ربي وندمت لاني ليس بيدي شيئ أقدمه لها وبقيت طول اليوم مكتئب وحزين ولا اعرف حقيقتها وهل صحيح ماتقول ام هي مريضة

 

وابرز تلك الظواهر التي انتشرت في المجتمع  تعذيب الآباء والأمهات لأطفالهم  وتعنيف الزوج زوجته التي قدسها الله سبحانه وتعالى إذ قال ﴿ ومِن آياتهِ أَنْ خَلق لكم مِن أَنفسكُمْ أَزواجا لِتسكنوا إِليها وجعل بينكم مودة ورحمة إِن فِي ذلكَ لاياتٍ لّقومٍ يتفكرون ﴾ فكم هو جبار عنيد خائب من يكفر بنعمة ربه ويدخل الرعب على ذلك السكن الذي هيأه الله له ،  وهل يعلم إن أكثر الناس يعذبهم الله في قبورهم من يسيئون التعامل مع عيالهم  وظاهرة التعدي على الأمهات و الآباء وضربهم أو زجهم في دار المسنين هي الأخرى المنتشرة في المجتمع

ويعود السبب في ذلك إلى غياب القانون الصارم الذي يلزم الأبناء باحترام ابائهم وأمهاتهم وتفشي التجارة القذرة لحبوب الهلوسة وشرب الخمور ، هذا من جانب وعدم تفكير تربية الأم لبنتها على إحترام العمة ( الحماة) كما تسمى في بعض الدول العربية وتعليمها إن أم زوجها هي امها الثانية والابدية التي ستقضي معظم حياتها معها

ولا نضع اللوم على أحد ، فتارة تكون العمة صالحة وأخرى تكون زوجة الابن صالحة وهكذا لكن التربية والقانون يكفلون حق الجميع

وفي أغلب البلدان العربية لا اعتقد إن هناك قانون يحافظ على الروابط الأسرية المقدسة كما نص عليها الدستور الإسلامي ، ولا اقول سوى حكمة اطبقها في حياتي واتخذها قانون لي ( لا تزعل زوجتك يهدم بيت ولا تظلم ابواك فتظلم ولا تجحف بالتعامل مع ابنائك فتندم) اتقوا الله في عيالكم فأنهم سر عبوركم من بحر الظلمات إلى شاطئ الأمان

 

 


مشاهدات 67
الكاتب رسول عبيد الشبلي
أضيف 2025/04/26 - 1:35 PM
آخر تحديث 2025/04/27 - 10:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 215 الشهر 30086 الكلي 10910733
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير