الذكاء العاطفي لدى الأطفال بكتاب النصوص الأدبية في التربية المتطورة
قاسم ماضي
وقع بين يدي كتاب للكاتبة إبتسام عبد السادة بعنوان " النصوص الأدبية في التربية المتطورة " وهو عبارة عن دراسات في كتابات الأديب " جاسم محمد صالح " الذي عمل على كيفية التعامل مع الأطفال من خلال منجزه الأدبي والتربوي .
فأرادت الباحثة " عبد السادة " ان ترسم معالم رحلتها التعليمية التي خاضتها في بلدها الأم عبرالأفكار التي تسبب انشقاقات في المجتمع الذي تربت به ، محاولة بذلك عبر البحث وتقديم الدراسات العلمية التي تخدم المرحلة التي نعيشها الأن ،مستندة إلى تاريخها الطويل في المجال التربوي والعلمي ، وترسل رسائل ذات فحوى فكري ومعرفي يخدم الأطفال .
وهي تستند على النصوص الأدبية الكثيرة التي كتبت من مختصين في هذا المجال ، ولأن العالم الثالث ومنهم بلدها العراق يرفض الكثير من العلوم التي تخدم هذه الفئة العمرية المهمة التي هي عماد كل الشعوب بل تتقاعس عنها ، ولا ننسى ما يتعرض له المعلم وهو المربي الأول لهذه الأجيال من تعسف ووضع مادي ومعنوي غير لائق به في هذه الأيام .
وبصفتها تربوية ولها باع في هذا المجال فهي ترفض رفضا قاطعا في هذا الزمن لما يمر به الأطفال في العراق ،وتقدم في هذا الكتاب براهين عديدة من آجل ايصال صوتها إلى الأخر .
"تقول تجنوبوا أخطار " الحديث مع الاتصالات " وهو عالم جديد فيه الجيد وفيه السيء ، حتى الجيد هنا يحمل الخطر كيف ؟هل هناك جيد يحمل سيئا ؟ لاشيء دون سلبيات ، ولا سلبية دون تصحيح ، الكل منبهر بالألعاب الإلكترونية.ص50
ولكون الكاتبة " ابتسام عبدالله " هي معلمة ولها خبرة في مجال التعليم لأكثرمن أربعين سنة فجاءت الى الولايات المتحدة الأمريكية وتكمل مشوراها التعليمي لتكون معروفة بين الأوساط التعليمية .
والكتاب هو رحلة تعليمية اتخذتها " الكاتبة " عبد السادة " لتكون مصدرأ مهما في عالم دراستها التي تؤكده وتعطي له حصة لكل الأجيال .ولديها عدة تسأولات ومنها " انعزال الطفل عن أهله في الأسرة وهذه أول الأخطار، الابتعاد عن اللعب والركض ؟ أصبح قليل الحركة ، ماذا يتعلم عن الألعاب الإلكترونية ؟ والأب يعلمان بذلك ، وهناك أخطار كثيرة أخرى اصبح الطفل مدمنا على الجهاز ،و تركيز قليل مع المحيط الأسري . تقول
" حين يشعر الإنسان بالخطر الذي يهدد بقاء البشرية ، يبدأ شعور حب الحياة والتمسك بها ، وهذا الحدث أثر بشكل مباشر على الأطفال في نواحي حياتهم ، حيث شعروا بمسؤولية نظافة الجسد ، وأهمية لبس القناع على الفم والأنف ، تفهموا أو تعلموا كيفية تعقيم وأهمية لبس هذا القناع على الفم والأنف ، ص61
فجاء الكتاب ومن خلال الإهداء " إلى كل طفل عراقي في هذا الزمن المتطور ، الذي يتحكم فيه الإنترنت ، والأجهزة الذكية ، والذكاء الصناعي ، حتى أمست هذه الشاشات ، صغيرة أو كبيرة ، جزءأ لا يتجزء من حياتنا " ص3
وهي تؤكد للقارئ ومن خلال هذه الدراسة على الحدود المكانية ، حيث الترابط الثقافي الذي يمهد لتوعية وتثقيف الأطفال والشباب والتربويين ، وخاصة أول التربويين ، وهما الوالدان إنها علاقة ترابط لبناء شخصية طفل مثقف واع "
ومن خلال قرأتي لهذا المنجز الرائع الذي اضاف لي الكثير من المعلومات ، مالذي دعا الكاتبة أن تعمل مثل هذه الدراسة وتسنتد إلى أحد أعمدة أدب الطفل الدكتور " جاسم محمد صالح " فوجدت ومن خلال هذا الكتاب وضمن مرحلة زمنية حددتها الكاتبة " عبد السادة " وهي من عام 2010-2021 منطلقة من نصوصه الأدبية حتى جاء العنوان لهذه الدراسة " النصوص الأدبية في التربية المتطورة " دراسات في كتابات الأديب " جاسم محمد صالح " فجاءت النصوص التي اختارتها هي دليل عمل واضح لعملها البحثي ، ومن هذه النصوص " أصدقاء الشمس" الحمار الطائر " الريشة الملونة " الفأر الصغير " الديك الملون " البلبل والغراب " الأسد ملك الجميع " قفزة الضفدعة " والكثير من النصوص التي إعتمدت عليها الكاتبة .وكذلك تستعين بالأ طاريح التي قدمها الأديب الدكتور " جاسم محمد صالح " ومنها الذي يهمنا هو علاقة الطفل بالقيم والمفاهيم التربوية ، وكيف يمككنا استثماره من اجل رفع القيم المعرفية والقلبية لدى الطلاب ، وخصوصا الأطفال منهم للوصول إلى أعلى الوتائر التربية بغية استثمار الإمكانات كلها لتفجير الطاقات الموجدة في ذهنية المتعلم من خلال وضع الخطط الكفيلة بتلك التنمية وإكمال الصورة الذهنية لذلك المفهوم والعمل على تفعيله من خلال المناهج الدراسية ، مؤكدة الباحثة في هذا الكتاب الذي يقع في 168 صفحة من القطع المتوسط ، ومن دار نشر مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع .
ولأن الكاتبة " ابتسام عبد السادة " هي كاتبة وشاعرة وامرأة تتخلل الحروف كما يتخلل النور الظلام ، وتمتلك القدرة على الرفرفة بأجنحة الحب والسلام في فكر القارئ لتأخذها لعالمها الساحر، عالم من أثير النور ، وصفاء محبة ، وبصيرة فكر ، وهنا نؤكد دور بعض الكتاب العرب الذين كتبوا عن الكاتبة العراقية ومنهم الشاعرة " ليلى رحموني " لتقول لنا " بصيرة فكر ، انها تشعرك أنها لم تفارق أرضها أبدا ، تكتب عن مأسي شعبها ، كأنها عاشتها وخبرتها بكل تفاصيلها وجزيئتها الصغيرة وكأنها فعلا تملك أجنحة الحروف والكلمات وأثير خيوط المعاني والعبارات " ص62
مستنكرة في دراستها هذه المسؤوليات التي يفرضها المجتمع علينا ،مطالبة تحقيق للإنسان حياة تليق به بكل نواحي الحياة ، ويجب تنمية كل شعور جيد للنحو لأفضل ، ونغير الشعور السيئ إلى جيد .