الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أيها الوطنيون اقرأوا هذا الكتاب رجاء.. النجم الأحمر فوق الصين

بواسطة azzaman

أيها الوطنيون اقرأوا هذا الكتاب رجاء.. النجم الأحمر فوق الصين

ضرغام الدباغ

 

في الثلاثينات(1937) من القرن المنصرم، صدر وأحد من الكتب، والذي يعد من المراجع الهامة في التاريخ السياسي الحديث، والكتاب هو بعنوان “ النجم الأحمر فوق الصين “ (Red Star over Cina) والمؤلف هو أدغار سنو (Edgar Snow) هو طبيب وصحفي تقدمي أمريكي الجنسية، ذهب إلى الصين أبان ثورتها الاشتراكية (المسيرة الكبرى) بقيادة الحزب الشيوعي الصيني. وهدف رحلته كانت المساهمة بتقديم خدمات للثورة، وقد فعل ذلك على نحو سجلت إنجازاته قيمة تاريخية، كما أنه تمكن من إقامة صلات صداقية / كفاحية مع القيادات التاريخية الصينية، وكان يزور الصين سنويا بدعوة من قيادتها في الاحتفال بتحررها وانتصارها.  وأنتج كتابه  الذي أنتشر على مستوى عالمي، وأرجح أن الكتاب صدر للمرة الأولى باللغة العربية في نهاية الستينات، أو 1970. على أية حال قرأت الكتاب بإمعان اشبه بالدراسة عام 1971،  وأعترف أنه بأسلوبه الرائع في عرض تفاصيل سياسية عن الثورة الصينية وتجاربها الثرية كان لها تأثيرها على ثقافتي السياسية آنذاك وكنا في مرحلة بعد 1967 نعيش في العراق والوطن العربي حالة ثورية فريدة.  سأتناول هنا فقرة اهتممت بها كثيراً، وكنت على إطلاع حسن بالثورة الصينية وبتطورها السياسي والفكري، بل وحتى على الأدب والموسيقى والمسرح الصيني، إذن كانت هناك مقدمات لا بأس بها لتفهم طروحات أدغار سنو في كتابه المهم جداً. كان الحزب الشيوعي الصيني قد أتفق في إطار تحالف جبهوي وطني مع الجنرال تشان كاي تشيك (الذي كان قائداً وطنياً مهماً في الكيان السياسي المسمى: الكومنتاج /   Kuomintang)، في سبيل تحرير البلاد من طغمة الأمراء والإقطاعيين، العملاء للقوى الأجنبية التي كانت تتخذ من الصين ملعبا لمؤامراتها من أجل وضع الصين ومقدراتها تحت هيمنة تلك القوى الاستعمارية.

مجازر ابادة

ولكن تشان كاي شيك، وكان ممثلاً للاوليغارشيا البورجوازية/الاقطاعية وأمراء الأرض والكومبرادور الصيني، غدر بالشيوعيين غدرا وضيعاً، وعرضهم لمجازر وإبادة الألاف من أعضاء الحزب، ليهيمن على حكم الصين كطاغية ديكتاتور، ولكن الحزب الشيوعي الصيني، وكان يتسيد الموقف الاجتماعي باعتباره حزب الفقراء والكادحين والعمال والفلاحين، خاض نضالات صعبة من أجل تحقيق الحرية والاشتراكية، من خلال المسيرة الكبرى عبر قلب الصين الريفي / الفلاحي.

ولكن بتدخل الأحداث التاريخية العالمية من خلال العدوان الياباني الواسع واحتلال الصين، ولجوء سلطة تشان كاي تشيك الوطنية / الديكتاتورية إلى القتال والمقاومة ضد العدوان الياباني. فهنا أصبحت هناك جبهتان تقاتلان العدو المحتل:

نظام تشان كاي شيك من جهة،

الحزب الشيوعي الصيني من جهة أخرى.

وكان هذا التمزق وإن كانت له أسبابه التاريخية إلا أنه مضر بالنضال ضد الاحتلال، لذلك قامت فئة من الضباط الوطنيين في جيش السلطة، بانقلاب عسكري وضعوا فيه تشان كاي شيك رهن الاعتقال وشكلوا وفداً للتفاوض مع الحزب الشيوعي من أجل توحيد الجهود لمقارعة الاحتلال الياباني، وكان الشيوعيون واقعيا قد استحوذوا على المشهد السياسي والعسكري، وهم الطرف الأقوى في الكفاح ضد الاستعمار الياباني.وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي لم يتوقعها الضباط الانقلابيون حين ذهبوا للتفاوض مع الحزب الشيوعي، الذي قاموا بعملهم من أجل التحالف مع الشيوعيين، تفاجأوا بأن الشيوعيين يطلبون منهم ضرورة وجود تشان كاي شيك على رأس التحالف من مواجهة صينية شاملة للعدو المشترك الياباني. قابل الضباط الانقلابيون أحد قادة الحزب „شوان لاي“ الذي طفق يتحدث للانقلابيين بلغة وطنية خالصة، لا مجال فيها مطلقا للمصالح السياسية الحزبية. لغة أذهلهم بصدقه وإخلاصه للوطن والقضية، ولم يأت على ذكر كلمة واحدة المجازر التي تعرض لها الشيوعيون على أيد شان كاي شيك وزمرته وعصابات الكومنتاج.

(إلى اليمن ماوتسي تونك والكاتب سنو خلال الثورة ـــ إلى اليسار اللقاء بعد النصر في السبعينات)

« أنتم تريدون الصين، حسناً وكذلك القائد شان كاي شيك، ونحن الحزب الشيوعي الصيني ... إذا أردنا تحرير بلادنا يجب أن تتحد قوانا لنثبت للشعب الصيني أولا أن حرية الصين هي الهدف الأول وسواه ثانوي ... نحن الشيوعيون نريد الصين وبدونه سيكون كل ما نفعله هراء لا معنى له ... فأين نقيم الاشتراكية والمجتمع العادل إذا كانت الصين محتلة ...؟ في الهواء لا يمكن تحقيق الثورات ... في الكتب وعلى الأوراق لن يتحقق شيئ ... كل طاقة مهما كانت صغيرة أو كبيرة يجب أن تصب في دولاب التحرير .... «.

عمل جبهوي

وأشترط الحزب الشيوعي الصيني، أن يطلق سراح الزعيم تشان كاي شيك، وأن يقود العمل الجبهوي الوطني الصيني بما له من نفوذ سياسي وعسكري، وقدرات قيادية. هذا ما تم، وهكذا تحررت الصين، وبعدها كان ممكنا أن  يغادر المسيرة المنتصرة بالكفاح المسلح، المعادون للاشتراكية، هكذا أصبحت الصين اشتراكية ... ونهضت من العدم لتصبح قوة عالمية...

الحكمة والعقل قبل السلاح رغم توفره بكثرة بين أيديهم ... وقد أثبتوا ذلك .. أنهم قوة مسؤولة محترمة ...  بعد التحرير وبعد أن أصبحت الصين قوة عالمية .. انتظرت مرور 011 عام حتى نفاذ اتفاقية هونغ كونغ ... ونستعيد هونغ كونغ من بريطانيا، وبواقعية شديدة قبلوا شروط بريطانية مجحفة، أن يكون لهونغ كونغ وضع قانوني ودستور ونطام خاص، لم يتهور أحد بالسب والشتيمة، ولم يسمحوا للفوضويين ولمتاجري الشعارات بالنزول للميدان، „ يمكن أن ننتظر 110 عام لأن تعود هونغ كونغ للوطن الصيني « ...ثم استعادوا سلماً جزيرة غوام من البرتغاليين ...!

والآن ربما بوسعهم استعادة جزيرة فرموزا (تايوان) خلال ساعات ... فلديهم القوة الكافية لفعل ذلك، ولكن لابد من دراسة الموقف بأسره وليس النظر من زاوية ضيقة جداً: مليار ونصف نسمة صيني مقابل بضعة لاييم تايواني، لا الأمر بأكمله ليس كذلك، بل ينبغي النظر للمسلة متكاملة، آنذاك تصبح الحكمة وعدم التهور سيد الموقف، ولكنهم على العكس يوفرون لتايوان فرصة الالتحاق بالوطن طوعاً بدون حروب ودماء وأشلاء، أنها حكمة القوة، وقوة الحكماء.الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، حين شرع بالإعداد لرحلة السلام مع الصين، طلب مقابلة الدكتور/ الطبيب التقدمي ادغار سنو، ليتعلم منه شيئاً عن الصين ليخدم به الولايات المتحدة الأمريكية، لم يفكر سوى بخدمة الولايات المتحدة. لم يقل له أحد „ عار عليك كيف تستفيد من تقدمي / شيوعي، وتخدم بذلك الصين الشيوعية ...! وأنت رئيس أمريكي ..؟

العقلاء الحكماء والمخلصين لقضايا شعوبهم يتوسلون كل وسيلة لخدمتها، أما المجانين والأغبياء فلا يستفيدون حتى من تجاربهم. أبتلت بهم شعوبهم هم لا يقولون أننا ندمر البلاد، ولكنهم في الواقع يفعلون ذلك ...! ألا ترى أنهم يخرجون من مأزق ليدخلوا بالآخر ...ولو فعلوا ذلك لمفردهم لهان الأمر، ولكنهم بدخلون الوطن معهم في المآزق ... الله يساعدك يا وطن ..!

 


مشاهدات 119
الكاتب ضرغام الدباغ
أضيف 2025/04/12 - 2:10 AM
آخر تحديث 2025/04/14 - 8:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 431 الشهر 12992 الكلي 10593639
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير