شكراً قناة (الشرقية)

نوزاد حسن

لو ان صحفيا غربيا تابع على مدى اليومين الماضيين الفضائيات العراقية فسيكتشف حالة غريبة وهي تبني قناة (الشرقية) قضية مقتل المهندس الشاب بشير خالد لطيف في حين تصمت اغلب القنوات العراقية الاخرى عن اثارة موضوعه بل هناك فضائيات لم تشر الى مقتله من قريب او بعيد.

سيفاجأ هذا الصحفي الغربي بما سيرى.هل يعقل ان يفقد الانسان حياته بهذا الشكل؟ ثم هل يجوز ان يصمت الانسان او الصحفي او الكاتب عن مثل هذا التجاوز.انا اريد ان اصل الى نقطة محددة هي:حين يسكت الانسان او حين يتجاهل من يظلم امامه فهل سيكون هذا الانسان الصامت انسانا سويا مستقيما.

ساوضح المسالة اكثر.هل يمكن ان يصل الانسان الى درجة ارقى في انسانيته ان تجاهل مظلومية انسان يتعرض لشتى الاهانات والاذلال ؟ بكل تاكيد سيخسر كثيرا وسينزل الى درك اسفل.وقد يستطيع هذا الشخص تبرير سكوته بسبب او بآخر لكنه لن يقنعنا الا بانه  جبان وهذا افضل ما يوصف به.

الجبن كما اعتقد هو القدرة على السكوت في وقت تتعرض فيه الضحية الى تعذيب.

ان الصمت على جريمة من الجرائم هو جريمة اخرى,كما ان عدم الاهتمام بتلك الجريمة وادانتها يعني ايضا بلادة وقسوة نبديها ضد الضحية.اننا نشارك الجلادين في حفلات تعذيبهم,لكن مشاركتنا تتم من خلال استخدام سوط السكوت.الجلاد يجلد بيده والساكتون عن ظلم الضحايا يجلدونهم بصمتهم وعدم ادانتهم للظالمين.ان الضحية تتحمل عذابين اثنين:عذاب التعذيب وعذاب صمت الناس عن فضح ذلك الظلم.وقد اختارت (الشرقية)الطريق الاخر,طريق الشجاعة,وعدم السكوت.وقد تبنت قضية الشاب المغدور بشير خالد بشير  بامانة كبيرة حتى اصبحت قضية راي عام,وقد تعهدت هذه القناة لعائلة المغدور انها لن تتوقف عن مساندتها ودعمها حتى تطبيق العدالة,ومعاقبة الجناة.وقد وفت (الشرقية) بكلمتها,وها هي بعثة يونامي تطالب بتحقيق شفاف لتظهر الحقيقة.