دمعة حزن

رسالة الحسن

بين الحزن والجزع خيط رفيع يدعى قلة الايمان نعم كلنا فقدنا أحبتنا ومن لم نكن نظن بأنهم سيرحلوا عنا ويتركونا بكينا حتى تساقطت أعيننا وقل بصرنا وجفت الدموع ونزف القلب دما بدل الدموع لكن، لم يتزحزح إيماننا بأن الله تعالى بيده الموت والحياة وهو الحق والرحمن الرحيم وهو ارحم علينا من قلوب امهاتنا... وان لكل منا يوم محدد يشد رحاله فيه إلى دار الآخرة لاينقص ساعه ولايزيد الا بماشاء الله ، وان دعواتنا لبقاء أحبتنا معنا وإبعاد الموت عنهم لا تجدي نفعا فلو قدر الله استجابة الدعاء لرفع الموت عن أحبتنا لكان الاولى بقاء الانبياء والمرسلين على قيد الحياة وهم خير البرية واكثر طاعه وعبادة لله منا نحن البشر  ، نعم الموت قدر كل انسان وعلينا القبول به وعدم الاعتراض على حكم الله وعدم السماح للنفس الإمارة بالسوء أن توسوس لنا بأن نجادل الله بما قضى به قضاءه ، الله سبحانه وتعالى يرسل ملك الموت ليقبض روح الابن الصغير الذي انهكه المرض والعلاج الذي يؤذيه أكثر مما ينفعه فرفع روحه إلى السماء ليسكنه فسيح جناته ويريحه من عناء المرض ويريح ذويه من النظر إليه وهو يذبل أمامهم يوما بعد يوم ، والموت لايفرق بين صغير او كبير شاب ام مسن اذا جاء وعد الله.. ماارواحنا سوى أمانات لله وهو صاحب الامانه سبحانه وترد إليه أمانته متى أراد فمن نكون لنعترض ...!!؟ ، نحن لانعلم الغيب الام تبكي ابنتها التي رحلت وتركت أطفالها  وتسكن المقابر لفرط حزنها عليها  ، والجد يبكي حفيده الصغير الذي عانى المرض وكان كل همه أن يتعافى ويعود له بخير ، والأبنة تنعى أباها الذي لم يفارقها يوما وكان سندها في الحياة رحل دون عودة ، والزوجة ...والاخت ...وووو الخ

من نحن لنعترض ، من نحن لنقف أمام جلال الله وعظمته لنقول له لماذا..؟ ، ماذا نملك من علم الغيب حتى نتطاول على عظمته هو الله سبحانه وتعالى مالك الملك بيده الموت والحياة ومانحن سوى ضيوف في هذه الحياة والضيف مهما طالت مدة إقامته فسياتي اليوم ويرحل ، نحزن نعم ففقدهم ليس بالهين علينا ولكن لا نجزع ابدا ولا نسمح للوساوس أن تدخل قلوبنا وتزعزع إيماننا ابدا ... هذة رسالة محبة أوجهها لأصدقاء لي  اعلم مدى إلمهم بفقد أحببتهم لأني اشعر بما يعانوه ولكني أتمنى أن لا يجزعوا ولا يخالج روحههم الوسواس ابدا .. وان يحمدوا الله على كل حال ويدعوا لموتاهم بالرحمة والمغفرة.