ثقافة الإستهتار
كفاح حيدر فليح
من خلال معرفة القيم الاجتماعية لأي بلد أو مدينة في العالم يمكننا معرفة صفات المواطن فيها، والقيم الأخلاقية لا تتجسد إلا في تقاليد محلية متوارثه ومحددة، والإنسان إذا اعتاد على نمط أو سلوك معين فمن الصعب أن يُغيره فهو وحشي بالطبع ومدني بالتطبع( علي الوردي).
أقول هذا بعد أن سادت في الشارع العراقي ثقافة غريبة عن طبيعة المجتمع العراقي المعروف بتقاليده وعاداته الأصيلة المبنية على الشهامة والرجوله والنخوة العراقية التي هي أهم وأبرز سمه من سمات العراقي والتي تُميزه عن غيرهِ. ولكن ما نراه في الشارع من مظاهر الاستهتار تثير فينا الشجون والحزن والألم.
استهتار وتهور في قيادة السيارات وتجاوز على القانون المتمثل بشرطي المرور والشارع، انتشار صور على واجهات المحلات تحمل من القباحة والوقاحة تثير الاشمئزاز صور لرجال بمكياج وتشبه بالنساء هذه الثقافة البعيدة عن أخلاقنا الإسلامية والشرقية والعربية، التجاوز على أرصفة الشوارع وبكل الأشكال، أصوات الموسيقى والأصوات النشاز المنبعثه من داخل بعض السيارات مع رقص وهز أكتاف من بداخلها مظاهر تدلل على انتشار الانحلال بين بعض الشباب ( لا أقصد شبابنا أصحاب الغيرة والنخوة)، أطلاق العيارات النارية بدون مبرر وما تثيره من حالات الفزع والخوف بين الأطفال والنساء هذا دليل على الاستهتار بإرواح الناس وعدم مبالاة لها، التجاوز على الممتلكات العامة الظاهرة الأكثر انتشاراً واستهتاراً، وما يزيد الطين بله ومع قرب انتخابات مجالس المحافظات أن المرشحين لها والذي يفترض أنهم من يحافظ على جمال مدنهم ويطبق القانون فيها لا يحلوا لهم إلا نشر صورهم بشكل غير حضاري متجاوزين على حقوق المواطنين فاصبحت صورهم تشكل خطراً على الشارع فقد احتلت صورهم المؤطره بالحديد الجزرات الوسطية للشارع وبعضها نزل للشارع والمصيبة الكبرى بالصور التي تم ربطها بإعمدة الكهرباء وبروز حافاتها لتشكل بذلك خطراً كبيراً على سيارات المواطنين وأيضاً مصدر ازعاج لهم، أن انتشار هذه الثقافة أو المظاهر مع عدم وجود رادع قانوني من قبل أجهزة الدولة سيخلق في المستقبل جيل متخلف وجاهل بالقوانين مع عدم احترامه لها، ويخلق منه جيلاً لا يحترم القيم لانه يجهلها لأن قدوته هو المستهتر بكل القيم والأعراف الاجتماعية، أذاً نحن مسؤولين وعلى وفق المسؤولية الاجتماعية ورسالتها التي نحملها بتبني مشروع توعية اجتماعية ونشر ثقافة الوعي الاجتماعي والتذكير بالعقد الاجتماعي ما بين الدولة والمجتمع والمضيء قدماً ببث قيم ثقافية واجتماعية تهدف لتطوير المجتمع وأبعاده عن كل دخيل على عاداتنا وتقاليدنا والتذكير بالثقافة العراقية الأصيلة والارتكاز عليها ، ونشر هذه الثقافة عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والبيت ودور العبادة والمدارس والجامعات يرافقها تطبيق القانون على الجميع وعدم التمييز بين مواطن وآخر لتكون قوة القانون هي الأساس في بناء المجتمع فبدونها ستسود ثقافة الاستهتار.