الوعي البلدي غائب في بلدي
خليل ابراهيم العبيدي
الوعي البلدي بات غائبا في بلدي ، وان بقينا هكذا سيمضي الأمر للابد ، تراجعنا تماما عن كوابحنا وصرنا نرمي إلازبال من حولنا دون رادع أو ذوق يقييدنا ، صرنا تستولي على الرصيف وتجعله مرأبا لعجلة البنت والولد ، نترك بقايا البناء دون خجل ولا تردد ، سعداء بتخلف شوارعنا وهي تصير ساحات لعرض القديم والجديد ، نركن العجلة اينما نشاء وتعتدي على الشرطي أن صاح على المعتدي ، الأزقة برك مياه ، عند أول زخة مطر ، والروائح الاسنة تبيت تتحدى العطر ، والنفايات تحيط برياض الاطفال والمدارس ، وعند الدوائر والمصالح ، والبلديات تحاول الترقيع والمواطن على باب الله يشتري ويبيع ، المخاطر كثيرة يصنعنها المواطن ، يعاكس البلدية وعلى عنادها يراهن ، هذا يغسل السيارات في الأحياء السكنية ، وذاك يصلح العجلات في ورشته الفنية ، وثالث يصنع الارائك الحديدية ، ورابع يرمي زيوت المكائن في مجاري المياه الثقيلة ، وخامس يوقف شاحنة الغاز في زقاق يسير فيه الناس ، وسادس وسابع كل منهم يعتدي على البيئة ، وربما ثامن يحتج على الفضائع لكنه ينال الاعتراض ويواجه الموانع ، وتاسع عن صحة المجتمع يدافع لكنه كمن ينفخ هواءا في الصوامع ، وعاشر يلعن الزمن المتراجع ، فلا الناس تمتلك وعيا بلديا كما كان اهلنا في السابق ، ولا البلديات صادقة في منع الكوارث البيئية والفواجع ، رحم الله اهل بغداد فقد كان وعييهم البلدي وعيا تلقائيا ، وكانت البلديات وحدات لا مديريات عامة ، كانت تحافظ بإخلاص على البيئة والنظافة ، وكل منهما يمتلك وعيا بلديا وثقافة.....