صفات واعدة وشخصيات رائدة
حسين الصدر
-1-
قال الشاعر :
للخير أهلٌ لا تزالُ
وجوهُهُم تدعو إليهِ
طوبى لمن جرت الأمورُ
الصالحاتُ على يَدَيْهِ
اذا كان من الصحيح القول :
انَّ الكثير من القادرين على نفع اخوانهم قد انشغلوا بأنفسهم ومصالحهم عن معاناة اخوانهم ومكابداتهم ،
فان من الصحيح أيضا أنْ يُقال :
بأنَّ هناك وجوها كريمةً تُحب الخير، ولا تحصره بذواتها، وانما تحرص أنْ يجري على يديها للآخرين .
-2-
انّ هؤلاء الكرام المُحِبين للخير هم الفائزون في الدنيا والأخرة، فان آثار الاعمال الصالحة لن تضيع لا في الدنيا ولا في الآخرة .
-3-
وأما أصحاب النزعة الذاتية المقيتة فانهم بنكوصهم عن التفاعل الانساني مع اخوانهم، وبخذلانهم لهم لا يزيدادون من الله الاّ بُعْداً ، ومِنَ الناس الاّ نفوراً واحتقارا .
وأين القريب من ربّه ، المحبوب مِنْ أهله واخوانه، مِنَ البعيد عن الله والمكروه من الناس ؟
-4-
وهكذا يتجلى ان الخيار الصحيح والذي لا يليق بالمؤمن العاقل التخلي عنه هو خيار النصرة والمبادرة الى تقديم ما يُمكن تقديمه من الخير والبر والمعروف والاحسان الى سائر الاهل والاخوان .
-5-
ويتصاعد الحس الانساني عند الأشراف والنبلاء الى درجة إيثار الآخرين على انفسهم .
وكما قال تعالى :
( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة )
الحشر / 9
-6-
لم يكن المرحوم الحاج يوسف عبد الغفار – وهو من التجار الأخيار – يملك سيارة خاصة ولكنه اشترى سيارة لنقل طلاب مدرسة دينية تعنى بنشئتهم نشأة صالحة .
وهناك من يرفض التعريف بنفسه وهو يجود بتبرعاته الى المشاريع الخيرية هرباً من الرياء او التباهي أمام الناس .
Husseinalsadr2011@yahoo.com