قيامة أيوب
محمد حسين الداغستاني
عند نقطة التلاقي ..
البحر المديد..
يلتصق بالسماء الرهينة في سَمّ الأمنية
ويلتف بالأفق حولي ، وحولكِ ..
كحلم يشق غمام الريح المسفرة عن أهداها،
في لحظة موجوعة
يعانق سارية مركب يهادن أمواج مجنونة
يخافني البحر..
بل أخافه ، ويناديني :
تعال أيها الوجل النابت في الملح..
في قراري اسرار تنكأ الجراح المرئية..
في أعماقي المخفية..
بوحٌ ضائع يبحث عن جنيّة،
عن وَله ٍ
يتدلى من كتاب ٍ
يحكي قصتنا المنسية .
أجل ! وهذا وقعُ الماء
كأنه ناقوس الوجع المقدس يمد كفيه نحوي ،
يحز كالمدية لحمي..
يوقظ أيوب في أعماقي
ينتفض ، يترائ لي كالبشير
أتتعلمَ الصبر في بيداء العمر ؟
أتستعينَ عليّ بالنسيان وحزن المآقي..
والوهم الجميل يطلّ فاغراً شدقيه ؟
رويدك أيها الحالم المقتول
على بابك غصةٌ وندم ..
وجرح وسيع وعتاب ..
وبحرٌ شفيفٌ ..
يعانق الصمت الرهيب
بعد صولة الغياب !!
***
استنشق عبق النرجس في إغفاءة الزمن الخؤون
أتدلى من إرجوحة قلقة،
أسيل كالنجيع في شريان حرون
ألستِ منقذتي التي ترقب وجعي ؟
لكنك الغضب الآسر في جنبات الوقت المقرور
تتجاهلين ...تمرين،
تنثرين النقمة في الشرايين،
وتترقبين نبض القلب وأنينه،
على شفرة السكين
لكنك نسيتِ أنتِ فيه !
2. أصداف البحر
أقدامُ الرعد تزلزل الشريانْ
تجرف العشب اليانع للحقل المهجور
تغيب المسافات والتلال والوديانْ
وتكف عيني عن رؤياك
لكن الفؤاد الجامح يرتد !
عنيداً ..
أناجيك ..
والحزن جمرة توقدها أعاصير الألم
في موعد وسيع ،
أتبع مبضع الحكيم يشق اللحم المحروق ،
أغيب .
آنذاك ،
ألتصق بجناح يمامة ٍنحو المستحيل ،
باحثاً عن سكون مريب ،
عن موقد الدفء في خضم السعير
عن تلويحة متعبة لضعن يهواك
فمتى أملأ نهير الوسن فيفيض ؟
أستفيق ،
وريد ٌ شريد ،
وسكون بعيد ٌ بعيد .
وبعضي كالسحر يمتشق صبري الفريد
أناديك …أناديك ..
يضجّ الدغل المهجور بالصوت الملسوع
يرتعش الوجع على حد السكين .
عد !
كيف أعود ؟
هذه السلاسل بلون الدم..
تلف حريتي المفقودة في رحم الإنتظار
كيف أعود ؟
سريري المشحون يأن بالأسرار
وصوت أمي ..
وشجون الصحوة في الأسحار
كالريح،
كدفقة الثلج في كانون ،
تحرق الجرح كما الزئير
وآه .. أنا وحيد !
ذلك الورد دون ضوع ولا لون،
وذلك البعاد والوهن ونقالة الجليد
ذلك الممتد عبر ارض البيارق
يدرك الطعنة النجلاء دون سيف
ولا صواعق !
دون رغبة ، أحلم ...
أترجل من فرس المدار
ربما أنت معي ،
ربما أنت في جوار السرير،
تزهرين في الشمس ..
تخبئين لي في كفك أصداف البحار !