أهم أبواب تقديم الخدمة المستشفى ومركز الشرطة
عبد الحسن علي الغرابي
على امتداد تاريخ العراق الحديث توالت عدة حكومات اختلفت في انظمتها ، من نظام ملكي الى انظمة جمهوريه متعددة ، ولكل منها نهج وعقيدة وهدف ، وللتاريخ قلم وعيون وثقت كل ما يجري على ارض الواقع ، واليوم استبشر الناس خيراٌ بحكومة الخدمات وهذا يعني خدمة المواطن الذي عانى الامرين بغياب الخدمات ، دون ان تمد جسراٌ من الثقة بينها وبين الناس ، ولا يغيب عن البال ان هناك من هو متخصص بصناعة الصداع لدى المواطن عمداٌ او دون قصد في اداء الخدمة والله وحده يعلم ما يجري على الأرض ، يوم الثلاثاء الماضي المصادف 20 6 2023 اتفقنا انا وزوجتي الذهاب الى دائرة الجوازات التي سبق وصدر منها جوازات السفر في منطقة الصالحية في جانب الكرخ لاقتراب نفاذ تاريخ صلاحية الجواز ، وعند الوصول لاستعلامات الدائرة طلب مفوض الاستعلامات بطاقة السكن التي تشير الى حي السيدية فجاء الرد حاسم ، منغص ، ان منطقة السيدية والدورة نقلت الى مركز قضاء المحمودية ، وما عليكم إلا الذهاب الى هناك ، وهذا القرار جاء بسبب شدة الزحام على هذا المركز ، كان هذا الرد اول من صدع رؤوسنا ، انا رجل مسن تجاوز العقد الثامن وقرينتي تجاوزت العقد السابع من العمر وحكم علينا السفر الى المحمودية ، وكأن سعة مساحة بغــداد ضاقت بدوائر الشرطة كي يضطر المواطن للسفر الى المحمودية ، على كل حال يجب الالتزام بالأمر هذا وهو قدرنا ، وبسخرية قالت لي زوجتي : نحمد الله ان المحمودية اقرب من الحلة وكربلاء ، في يوم الخميس 22 6 شدينا الرحال للسفر الى المحمودية ، وصلناها قبل الساعة التاسعة مع اول ساعات الدوام الرسمي لعلنا ان نحظى بانجاز المعاملة بسرعة ، وبعد ان دخلنا مركز الشرطة ابهرتنا مفاجأة لم تكن في البال او الحسبان وغير متوقعه ازدحام شديد ضاق المكان بوقوف المراجعين بجو خانق لا يطاق يصعب فية التنفس ، العراقي غيور وطبعه الطيبة يعطف ويراعي كبار السن هذا ما لمسناه عندما فسحوا لنا المجال للوصول الى المفوض المسئول ، الذي بنظرة سريعة للأوراق قال : السيدية يجب ان تراجع يوم الثلاثاء القادم فجاء رد زوجتي الثلاثاء يصادف عطلة العيد فرد عليها الثلاثاء التي تأتي بعد العيد . جاء الرد حاسم ملزم والله مع الصابرين ، اما التعب وضياع الوقت والتنقلات فلا لها اي اعتبار بنظر من يجلس خلف المكتب يؤدي واجب الخدمة ، نأمل ان لا يستمر الحال على هذا المنوال ، ولا تكن حكومة الخدمات كشعار مثلما كان هناك شعار اواسط سبعينات القرن المنصرم ( الشرطة في خدمة الشعب ) الشعار سهل الكتابة والقراءة وليس من السهل تطبيقه ، كان أحد الاصدقاء في لقاءاتنا في كازينو الافندي وهو سياسي مخضرم يقول : الحكومة دائما تلعن وتشتم في باب المستشفى وباب مركز الشرطة ، نأمل ان لا تتعقد الإجراءات مع تقدم الزمن وعلى المسئول ان يكن رجل ميداني يتابع ويراقب ، يسهل أداء الخدمة بيسر دون تعقيد هذا ما نتمناه من حكومة الخدمات .