لم يكن امام الجماهير التي امتلئت بها شوارع ممفيس في ولاية تاناسي الاميركية الا ان تدمن اغانيه والتطلع الى مثاله الفني وعبر اغاني مثل : اعشقني ايها الرقيق وهل انت وحيد هذه الليلة ؟ وولدي واشدها الما تلك الاغنية الملحمة التي اعدها الراحل فرانك سيناترا – اسدال الستار الاخير – وليسدل بها الستار على روح معذبة ليتيم شكل من اصول المانية شكل طفرة في عالم الجمال والفن والشعر الحديث . من رأى جثة الفنان الرمز لعشاق العالم ساكنة بعد حركة وساكتة بعد نطق ، لا يرعوي ان يحزن لمشهد ان يصمت العالم وهو يردد اغنيته الشهيرة : لا استطيع اغواء حبك.
وعبر جدلية الفقر واحلام الفقراء ظهر طفل ذو اصول افريقية بصحبة ٥ اخوة اعدهم الاب ليكونو مهرجانا مرحيا غير اغاني شعبية في شوارع انديانا الاميركية ، كان اصغرهم واكثرهم براعة ووعيا هو مايكل جاكسون الذي مزج الجملة الموسيقية برقص تعبيري استعاره من الشوارع الخلفية لولاية انديانا وشظف ونزقية احياء هارلم ، بين بروج وعمارات مهد الحضارة الاميركية في نيويورك . قدمت الفرقة حاكسنز فايف – ابناء جاكسين الخمسة اجمل اغانيها ، الا ان مايكل انفرد واستقل ليحدث ثورة في موسيقى البوب وعبر اغانيه الشهيره كالاثارة وبيلي جين واضربه ان استطعت وراح يراقص العالم بوجه مستعار وازياء تثور على ميوعة اوروبا وواشنطن ومتقدما بنهج ثوري الطرح كاغنيته : اما الابيض او الاسود . وحقق ارباحا مذهلة عبر اغان مذهله مثل: بالها من حياة رائعة، واغنيته الشهيرة العاشق متلعثما في التعبير ، واغنية الاشهر الطبيعة الانسانية .
لم يكن امام مايكل المعذب الصغير وهو يواجه بوح الشهرة والثروة عبر رحلة الفقر الا الموت بمخدر جراحي اسكته الى الابد في ضواحي كاليفورنيا التي تحولت الى مقبرة للمشاهير ولتلحق به مطربة ملونة الروح والجسد وهي ويتني هيوستين التي شاءت لها الاقدار ان تتحول من مطربة في كنيسة الى اشهر من ادى الحان البوب عبر التاريخ وبصوت من طبقة التينور ذات القرار العالي والتي جسدت معاني الحب المتسامي على جراح الوحدة وعبر اغان مثل : اريد ان اراقص شخصا ما هذه الليلة واغنية الفلم الكبير الحارس الشخصي مع العملاق كيفين كوستنر ساكون معك الى الابد . ولم يكن امام هيوستين الا معاقرة الازمان والرحيل صغيرة ممزقة الروح لتترك لنا همسا راقصا واغان وجودية المعاني تحقق التوازن في المشاعر الانسانية .
يبدو التحول النفسي المرافق للتحول المادي والاجتماعي عبئا وكابوسا يطارد المشاهير من امثال الفيس برسلي ومايكل جاكسون وويتني هيوستين وجيمس دين وداليدا والكثير ممن قرروا الرحيل باكرا