سوق الأحلام السومرية
نعيم عبد مهلهل
في أور وكما اتخيل حين اقرأ في اساطير الغرام السومري وحكاياته أن هناك سوقا لا يفتح إلا في الليل تباع فيه الاحلام على شكل اغان وقصائد وعزف من قيثارات مثل تلك التي وجدها ليوناردو ولي في القبو رقم 800 والذي احتوى على رفات الاميرة شبعاد وما اخذته معه الى جنة دلمون المفترضة .
هذه السوق هي وجهة الفقراء والعشاق والجنود حصرا ، ولا يتوجه اليه عداهم ،ومن يدخلها غيرهم يصبح وجوده نشازا ، ذلك لان طقوس السوق هي افتراضات رواده من اجـــــــل الامــــل في حياة جديدة يكونون فيها احرارا وشبعانين وليسوا وقــــودا لحرب او ضحية لمشاريع نهب وسلب ونسيان ان هناك في السماء من يحاسب وهو الرب ، وغير ذلك.
يُقال ان العرافين والكهنة والملوك وقواد الشرطة والاستخبارات ، كانوا ينظرون الى ذلك السوق بعيون الريبة ويعتبرونه مكانا خطيرا ،وكلما ارسلوا الحرس والعسس ليغلقوه ، لكن في اليوم الثاني اهل اور يختارون له مكانا اخرا ، ثم بسبب التعسف القوي ، ورمي بعض الحالمين من رواده الى السجون ،نقلوه الى مكان سري .
الى اليوم لم يعرف العالم المكان السري لسوق الاحلام السومري بقي ليكون سرا ولغزا ازليا لا يعرف عنه سوى حكايات يفترضها ويتخيلها الرواة ولم يكن لاحد ان يخبرنا اين يكون مكان واثاره . وحتى رجال بعثات التنقيب الألمانية والبريطانية واليابانية وجنود المارينز بعد 2003 عجزوا ان يجدوا مكان هذا السوق.
وسوف لن يجدوه حتى لو استعانوا بالأقمار الصناعية والطائرات المسيرة ونهود ممثلات هوليود .