مينا الصابونجي .. مبدعة في المهجر
بغداد وذكريات الطفولة وأحلام عطّلها الفايروس داخل إطار تشكيلي
عمان - علي كاظم
وانا في طريقي مع الكابتن عدنان حمد الرياضي العراقي الكبير ، مدرب منتخب الاردن الوطني الى الكاليري الخاص باعمال التشكيلية مينا الصابونجي ، كنت أسأل نفسي ياترى من هذه المرأة العراقية التي تقيم في عمان منذ سنين وتمارس هواية الرسم في كاليريها الخاص حيث تعيش اجمل أوقاتها بين لوحاتها ، وفرشاة الرسم والوان الاكريليك ، ولم يطيل تفكيري كثيرا فقد وصلنا الى مقرها الجميل ، الذي يقع مقابل بيتها الانيق ، وما أن نزلنا من السيارة وجدت امرأة عراقية أنيقة بكل شي تقول (اهلا وسهلا بالكابتن عدنان حمد والصحفي المبدع علي كاظم)، وقد كان معها في استقبالنا الدكتور ثامر الناصري وزوجته ، والجميع رحبوا بنا اجمل الترحيب .
رغم أني ليس مختص في عالم الرسم لكني ذواق وأشعر بجمالية لوحات الرسم عندما تقع عيني عليها ، تجولت انا والكابتن عدنان حمد بين منجزاتها التشكيلية ، الذي يتكون من ثلاثة قاعات وفي كل قاعة لوحات مختلفة هناك اللوحات التجريدية ولوحات من التراث البغدادي من المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي الغني جدا ، ورسوم مختلفة تجذب العين لروعتها .
والصابونجي خريجة كلية إدارة واقتصاد لكنها تعشق الرسم منذ الطفولة فاصبح الرسم هوايتها وعالمها الخاص. ترسم لوحات من تراث العراق وبغداد ولوحات ورسوم من افكارها وأحلامها.بدأت تتحدث لنا عن كل لوحة وكيف رسمتها والوقت الذي استغرقته في اكمال اللوحة حتى تظهر بشكل رائع للمتذوقين فن الرسم .
كنت أرى السعادة في عينها وهي تحدثني عن معرضها الرائع وفي نفس الوقت حزينة لأن الكورونا أجلت الكثير من أحلامها وتطلعاتها وتأمل من انتهاء هذا الفايروس لتعود من جديد لإقامة معرضها الشخصي وتخرج رسومتها إلى العلن ليشاهد الناس المرأة العراقية وابداعها في مختلف المجالات حيث انها تستعد لمعرضها الشخصي في كاليري الاورفلي في عمان وهو من اهم الكاليريات في الاردن ، واستغرق اللقاء ساعة أو أكثر تجولنا في معرضها برفقة استاذها ثامر الناصري الذي كان سعيد للغاية وهو يرى تلميذته ولوحاتها الجميلة الموجودة في المعرض .
رسوماتها اخذتنا انا والكابتن عدنان حمد إلى ذكريات الطفولة وبغداد وتراثها ومناطقها من خلال لوحاتها المعروضة بكل أناقة وبشكل مرتب يجعلك تعيش عالم الرسم وتتذوق ابداع فرشاة الرسم لامرأة عراقية تعيش في المهجر لكن روحها وقلبها تركته في وطنها العراق الجريح وكل امنياتها أن يعود وطنها إلى ماضيه التليد لتعود كل الطيور المهاجرة إلى أعشاشها بعد أن طال الفراق وزاد الاشتياق .وحضرت اللقاء رئيسة جمعية وصل للتعاون الانساني سماح بكري وكانت هي ايضا متفاعلة بالاجواء بزيارتها الى الكاليري .
غادرنا الكاليري بوعد انه سيكون لنا حديث طويل معها مرة اخرى من خلال اعمالها الخزفية الجميلة جدا ومنحوتاتها الراقية والابداعية ، وعن مهاراتها المتفردة بالنصب الكبيرة التي حققتها.