2700 طن بسرعة 2500 م/ ث
شامل بردان
معادلة بسيطة لتخيل حجم الدمار عن تفجير بيروت، فالالفي طن من نترات الامونيوم التي تدخل في صناعة الاسمدة -من ضمن ماتدخل فيه- تحركت بسرعة انفجارية تصل الى 2500 متر في كل ثانية، مايعني ان انفجارا سمعته قبرص، لن تكون خسائره بسيطة، والصور التي وثقت الحدث هي اصدق من كل تصريح او تنبؤ يصدر عن مسؤول لبناني حالي او سابق.
الانفجار لم يكن فقط للشحنة المصادرة من نترات الامونيوم، فالمرفأ يضم مخازن للوقود و مواد قابلة للاشتعال وكلها تشكل احتياطيا للحياة في لبنان. لم يصرح اللبنانيون الرسميون عن الجهة التي صودرت منها الشحنة ولا الوجهة التي كانت سترسل لها، واكتفوا، لانهم تعلموا كيف تكون التصريحات غامضة تماشيا مع المعادلة السياسية التي تنتج رجالا لمناصب الدولة، واكتفى احدهم بالبكاء واقصد محافظ بيروت، مثلما اكتفى رئيس الحكومة بأعلان الحداد بعد ان سبقه الرئيس ميشيل عون بطلب اجتماع طارئ لمجلس الدفاع!
احترق طرف بيروت المائي قبل 72 ساعة من جلسة النطق بالحكم في قضية مقتل رفيق الحريري، ما يعني ان احتقاناً مضافاً سيظهر في لبنان، قد يدفع بالاطراف السياسية لتقديم تنازلات لاطراف اخرى ستربط الاحداث لخدمة لتقوية وجودها خارج محور بيروت-طهران.
ان كان التفجير جاء بريئا، فلابد من الاتيان بالقصة الحقيقة لخلفيات القضية، والتي تترجم مساوئ المحاصصة التي لم تنجح في صنع شراكة وطن، بل شراكة في الدم و المال المسفوحين، و ان كان التفجير مقصودا، فسنسمع عين التبريرات التي نسمعها من مسؤولين عراقيين غردوا للبنان، ربما لان لهم عقارات واموال فيها!.