الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المرجعية التي إفزعت كيان الشر

بواسطة azzaman

المرجعية التي إفزعت كيان الشر

حسين الزيادي

 

ان العَطاء الفكري اللامحدود للمرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) وما صدر عنها من بيانات وتعليمات ومواعظ اتجاه قضايا الأمة، واهمها قضية فلسطين التي احتلت مكانة كبيرة في سلم الاولويات ، جعل المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني محط انظار العالم اجمع ، فقد اقلقت هذه المرجعية قوى الاستبداد والاستكبار العالمي وتحديداً الكيان الصهيوني الذي يرى في المرجعية الدينية العليا تهديداً لوجوده ومصالحه واهدافه لما تمتلكه هذه المرجعية من مساحة روحية وجغرافية واسعة وتأثيراً كبيراً في قلوب المسلمين، لذا يمكن قراءة استهداف مقام المرجعية الدينية العليا من قبل الكيان الغاصب من جوانب عدة ، فهو استفزاز لمشاعر الملايين من المسلمين، اذ تحظى المرجعية بتقدير واحترام المسلمين عامة والعراقيين خاصة ومن قبل كل المكونات والأديان والمذاهب، لمواقفها المبدئية ودورها في حفظ السلم والأمن.  ان ابرز ما تتصف به المرجعية الدينية هو العمق الفكري والقراءة الحكيمة للوقائع، والتنبؤ الواقعي بالأحداث، فضلاً عن الزهد في الدنيا، وهذا الامر جعل المجتمع الإسلامي مرتبطاً بها ارتباطاً روحياً قوياً على مر الازمان، ويستجيب سريعاً لما يصدر عنها من توجيهات، على الرغم من انها لا تمتلك أي سلطة تنفيذية، ولاشك ان التوفيق الالهي والعناية الربانية كانت حاضرة في كل توجهات المرجعية، لان عملها يستند الى اسس رصينة خالصة لوجه الله تعالى، وهذا الحضور والاستجابة الواسعة والسريعة لفتاوي السيد علي السيستاني جعل منه شخصية مقلقة لأوكار الشر، وما فتوى الدفاع الكفائي ببعيدة عن تفكير الموساد الصهيوني الذي يشعر بعدم وجود مايمنع من تكرراها في ظل الانتهاكات التي تمارس ضد المسلمين. ان فتوى الدفاع الكفائي التي اعادت العراق كدولة ضمن حيزها المكاني تعدّ من أبرز المواقف التي لا يمكن ان يتجاوزها التاريخ وهي تضاف الى مواقف المرجعية من الاحداث الكبرى التي مر بها العالم الإسلامي ان لم تكن أبرزها، والكيان الصهيوني يعي جيداً فلسفة هذه الفتوى واهميتها، لذا تم وضع مهندس الفتوى ضمن اهتمام الكيان الغاصب لأنه يمثل تهديداً حقيقياً لبقاء هذا الكيان، اذ لم تكن فتوى الجهاد رد فعل من اجل الحرب والاقتتال بل هي فلسفة تهدف للحفاظ على بيضة الاسلام، وقد تعزز القلق الصهيوني بعد الدعم الاعلامي والمادي الذي قدمته المرجعية لجنوب لبنان واستنكارها الشديد للعدوان الغاصب. لقد كان التأكيد على رفض الاحتلال الصهيوني بكل أنواعه من أبرز اولويات المرجعية،  وقد بعثت المرجعية الدينية رسالة الى كل المسلمين أفادت بعدم شرعية الاحتلال الصهيوني عن طريق موقفها الرافض لهذا الوجود الشاذ في جسد الامة الإسلامية ، وقد اثبتت المرجعية الدينية على امتداد المراحل الزمنية، وفي أشدّ الظروف قساوة أنّها بعيدة كلّ البعد عن أي ممارسة طائفية.

 


مشاهدات 163
الكاتب حسين الزيادي
أضيف 2024/10/12 - 1:35 AM
آخر تحديث 2024/10/18 - 11:28 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 54 الشهر 8019 الكلي 10037742
الوقت الآن
الأحد 2024/10/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير