الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وطن جديد

بواسطة azzaman

وطن جديد

سنان السعدي

 

       دائما ما تنحصر انظارنا اثناء الازمات بالأزمة نفسها ، وذلك يدلل على قلة الوعي السياسي او عدم فهم لما يجري على الساحة السياسية الدولية ، فالذي اهم من الازمة هو ما بعدها . اليوم لا يخفى على الجميع ان المنطقة على شفى حفرة من النار قد تحرق الجميع في حال غياب الحكمة والنظرة الثاقبة ، ما يهمنا من الامر هو العراق وهنا لي ان استعير مقولة عشيقة الملك لويس الخامس عشر مدام بومبارد « انا ومن بعدي الطوفان « وانا هنا لا ادعوا الى التجرد او التنكر للقضية المركزية ، لكن انا مؤمن بان العراق اليوم يجب ان يكون هو قضيتنا المركزية .

      امامنا تحديات كثيرة وخطيرة يجب مواجهتها والتغلب عليها اهمها فقدان الهوية الوطنية وضياع هواية الدولة ، فاليوم العراق موحدا فقط في كتب الجغرافيا ، اما على الارض فلا يتعدى كونه عبارة عن تجمعات بشرية ( شيعية ، سنية ، عربية ، كوردية ، تركمانية ، وغيرها ) وهذه جميعها فاقده للهوية الوطنية الجامعة ، لذا طفت على السطح لغة الاستحقاقات القومية والطائفية على حساب اللغة الوطنية ، مما انعكس سلبا على العراق كدولة وعلى الشعب كمجتمع .

      نحن بحاجة الى صناعة وعي جديد مغاير تما هو سائد وما فرضته علينا النخبة الفاسدة ، ويجب علينا ان نحرك عجلة التغيير الناعم بعيدا عن العنف او انتظار التدخل الدولي لتغيير النظام في العراق مثلما حدث في عام 2003 ، ولسببين :

 الاول ان من يتحدث عن تغيير الاوضاع في العراق بتدخل خارجي هو اما احمق او احمق لا بل احمق ، العراق اليوم هو خارج دائرة اهتمام المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لأنه منشغل بقضايا اهم من العراق اهمها الحرب الروسية – الاوكرانية ، الصين ، كوريا الشمالية ، الملف النووي الايراني ، وغيرها من الاولويات التي تجعل العراق في ذيل قائمة اهتمام المجتمع الدولي . اما السبب الثاني ، فهو ان الولايات المتحدة لن تغامر مرة اخرى بالتدخل في العراق او اية دولة غير العراق بسبب ما تكبدته من خسائر بشرية ومادية عندما غرقت في مستنقع العراق ، وان الذي يغرد في الفضائيات هو مأجور ومدفوع الثمن من اجل تخدير الشعب العراقي وصرف انتباهه عن الحلول الاخرى .    ان التغيير يجب ان يكون في وعي الشعب ومزاجه بما يتقاطع مع رغبات ومزاج القوى السياسية المتحكمة بالمشهد العراقي ، مما يجبرها على مجاراة المزاج الشعبي رغما عنها. فضلا عن ذلك علينا العمل على انتاج جيل شاب جديد يؤمن بالسلم المجتمعي عابر للطائفية يعشق الحياة يرفض ان يكون حطبا لنار الاحزاب والقوى السياسية الفاسدة ، فالعراق اليوم احق بأبنائه .      لذلك علينا العمل على انشاء وطن جديد بلا مكونات ومسميات ، وطن الامة العراقية المنكفئ على ذاته ، ومثال ذلك التجربة العمانية حتى ننهض بالعراق وبعدها لكل حادث حديث .

 


مشاهدات 178
الكاتب سنان السعدي
أضيف 2024/10/12 - 1:00 AM
آخر تحديث 2024/10/19 - 9:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 15 الشهر 7980 الكلي 10037703
الوقت الآن
الأحد 2024/10/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير