دأبت الأنظمة الشمولية على تجيش مئات الآلاف من الجماهير في مظاهرات عارمة دعما لقراراتها الآنية في محاولة إظهار مدى دعم الجماهير لها، و”القيادة” تعلم و”الجماهير “تعلم والرأي العام العالمي يعرف كيف خرجت تلك الجماهير وبأي وسيلة، حتى أن البعض من المتظاهرين لا يعرفون ماذا يقولون والبعض الآخر لايفهم الشعارات المركزية التي تم توزيعها، فتلجأ الجماهير إلى هتاف عام يصلح لكل مظاهرة ولاجدال عليه ألا وهو(تسقط أمريكا تسقط إسرائيل ) وبذلك يتخلصون من الحرج، وغالبية الناس تبحث عن المسؤول الحزبي او السياسي ليراهم و ليثبتوا امامه حضورهم في التجمع وتبرئة ذمتهم.
ان البعض من الذين يتم احضارهم من القرى والاقضية البعيدة لايجيدون ترديد اي شعار فيحلون المشكلة بترديد أهازيج “الحروب” العشائرية الخاصة بهم مثلا(من شافه الخائن من شافه يركض والطك بين اجتافه ) في حين أن التجمع هو لغرض إظهار الدعم لتبوئه منصبا جديدا، وعند العودة من التجمع البعض يسأل “جماعته” عن سبب المظاهرة، اذ أن الكثير لايعلم سبب التجمع والهتاف والصياح.
صورة ثانية كلفتها عالية جدا، يخرج الآلاف من الشباب والشيوخ والأطفال والفتيات يخرجون بدون دعوة من الحاكم، بل خرجوا ضده، تجمعوا بشعور وطني وهتاف من القلب والفكر اعتراضا على ما آلت اليه ظروف بلدهم من فساد واغتيالات ونهب للثروات، دفع الكثير منهم أرواحهم ودمائهم انتصارا لوطنيتهم، لم يطمعوا بمنصب أو مال مرتدين الكمامات على وجوههم اتقاء القنابر الدخانية القاتلة.
أطفال صغار بالسن التحقوا بتشرين غير آبهين بالرصاص الهاطل عليهم كالمطر، شابات تضمد الجروح، نساء تخبز وتصنع الطعام للمتظاهرين، اي ملحمة ثورية عفوية انتشرت ،حتى الجماهير البعيدة التي لولا اتهامها بالإرهاب لكانت زاحفة إلى ساحة التحرير، ولكن عمق التفكير الشيطاني لعب دورا فاعلا حيث دفعت أحزاب السلطة بكل قوتها احط العناصر التي تملكها لتشويه ثورة تشرين النقيه، فعمدوا إلى دفع أعداد من فتيات الملاهي والبارات ومن حثالات المجتمع ومقابل ثمن لتشويه رداء الانتفاضة الوطنية السلمنة الابيض، وتلطيخ صورة “الثورة الشعبية” وافراغها من محتواها،.
العراقيون يفخرون بالثور المجنح واسد بابل والجنائن المعلقة وأخيرا انتفاضة تشرين العظيمة صوت الشعب الذي صمت على الظلم طويلا لكنه خرج غاضبا ،سلاما وتحية لتشرين، ورحم الله شهداء تشرين ورحم كل شهداء العراق المظلومين.