الدفن في أكرم موضع

حسين الصدر

 

-1-

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من مشاهير الاجواد

ومن طريف ماجاء في سيرته :

ان امرأة جاءته بدجاجة مسموطة فقالت :

بأبي أنت !

هذه الدجاجة كانت مِثْل بنتي ،

وآكل من بيضها ،

فآليتُ أنْ لا أدفنها الاّ في أكرم موضع أقدر عليه ، ولا والله ما في الأرض موضع أكرم من بطنك

قال :

خذوها منها ،

واحملوا اليها من الحنطة كذا ،

ومن التمر كذا ،

ومن الدراهم كذا ،

وعدّد شيئا كثيرا ،

فلما رات ذلك قالت :

بأبي !

ان الله لا يحب المسرفين .

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام / ج5 / 253 – 254

-2-

وجاء في ترجمته أيضا :

ان اعرابيا وقف في الموسم على مروان بالمدينة ، فسأله

فقال :

ما عندنا ما نصلك ،

ولكن عليك بابن جعفر

فأناه الأعرابي ، فاذا ثقله قد سار ،

وراحلة بالباب ، عليها متاعُها ، وسيفٌ معلق ،

فخرج عبد الله ، فأنشأ الأعرابي يقول :

أبو جعفر مِنْ أهلِ بيتِ نبوةٍ

صلاتهم للمسلمين طهورُ

أبا جعفر ضَنَّ الأمير بماله

وأنتَ على ما في يديكَ أميرُ

أبا جعفر يا ابن الشهيد الذي له

جناحان في أعلى الجِنانِ يَطيرُ

أبا جعفر ما مثلك اليوم أرتجي

فلا تتركّني بالفلاةِ أدورُ

فقال :

يا اعرابي :

سار الثقل ،

فعليك الراحلة بما عليها ، وايّاك أنْ تُخدع عن السيف فاني أخذته بألف دينار

أقول :

اين أمية من هاشم ؟

وأين مروان من عبد الله بن جعفر ؟

وحسبكُمُ هذا التفاوت بيننا

وكلُ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ