المصير الأسود
حسين الصدر
-1-
في الامة رجال أبرار أطهرُ من ماء الغمام ورعاً وتقوى ونبلاً وإنسانية وهؤلاء يخلصون في أعمالهم حيث لا يعملون الاّ لوجه الله ، ذلك دأبهم في السر والعلن .
وهذا هو الموقف السليم الخالي من الشوائب
-2-
وهناك آخرون مراوغون يُحسنون فنون الدجل والرياء ،
فهم أمام الناس قدِيسّون بعيدون عن كل الآفات والأمراض الأخلاقية والروحية ولا يتلهفون الاّ الى الفوز بصالح الاعمال والأموال ولكنّهم في خلواتهم يمثلون شياطين الانس خير تمثيل ..!!
-3 –
إنّ حبل الكذب قصير ،
ولن تخفى الحقائق على ذوي البصيرة من الناس ،
ومعنى ذلك :
انّ رجال الرياء والدجل منبوذون في الدنيا ، مكروهون ممن عرفهم وعاشرهم، كما أنَّ مصيرهم حالك أسود الاخرة .
روي عن الرسول (ص) انه قال :
« يؤتي يوم القيامة بناسٍ من النار الى الجنّة حتى اذا دنوا منها ،
واستنشقوا رائحتها ،
ونظروا الى قصورها ،
والى ما أعدّ الله لأهلها ،
نُودوا :
انْ اصرفوهم عنها ، لا نصيب لهم فيها ، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون والاخرون بِمِثْلها ،
فيقولون :
ربنا لو أدخلتنا النار قبل ما أريتنا من ثوابك ،
وما أعددتَ فيها لأوليائك كان أهون علينا ، فيقول الله تعالى :
ذاكَ أردتُ بكم ،
كنتم اذا خلوتم بارزتموني العظائم ،
واذا لقيتم الناس لقيتموهم ، مُخْبتين ،
تُراؤن الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني ،
وأجللتم الناس ولم تجلوني ،
وتركتم للناس ولم تتركوا لي ،
فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتكم من الثواب المقيم } ..!!
-4-
أَيُّ جهالة أكبر من أجلال الناس والاستخفاف بالرصد الإلهي الذي لا يفلت منه فعل أو قول ؟
وأيُّ سفالة تلك التي تهاب الناس ولا تهاب الله ؟
نعوذ بالله من شر الدجالين المرائين .