خلاصة الخلاصات
حسين الصدر
-1-
مَنْ يكثر المطالعة في كتب الأدب والأخلاق والحديث يقف على قصص وحكايات بالغة الأهمية في تقويم السلوك الإنساني ، وتطهير النفس من الشوائب .
-2-
ومن هذه النصوص المليئة بالفوائد قرأنا خبراً عن سؤال وجهه الامام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) الى أحد تلاميذه حيث قال له :
« أيّ شيء تعلمتَ مني «
فقال التلميذ :
يا مولاي ثمان مسائل
فقال له (ع) :
« قصّها عليّ لأعرفها «
قال :
الأولى :
رأيتُ كل محبوب يُفارق عند الموت حبيبه فصرفت همتي الى مالا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي وهو فعل الخير .
قال (ع) :
« أحسنت واللهِ ،
الثانية :
رأيت قوماً يفخرون بالحَسَب ، وآخرين بالمال والولد واذا ذلك لا فخر ورأيتُ الفخر العظيم في قوله تعالى :
( إنْ أكرمكم عند الله اتقاكم )
الحجرات / 13
فاجتهدتْ أنْ أكون كريماً
فقال (ع) :
« أحسنت والله «
الثالثة :
رأيت لهو الناس وطربهم وسمعتُ قوله تعالى :
( وأما من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى فانّ الجنّة هي المأوى)
النازعات 40 – 41
فاجتهدت في صرف الهوى عن نفسي حيث استقرتْ على طاعة الله تعالى
قال (ع) :
« احسنت واللهِ «
الرابعة :
رأيت كل من وجد شيئا يكرم عنده اجتهد في حفظه
وسمعت قوله سبحانه :
( مَنْ ذا الذي يُقرض الله قرضا حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم )
الحديد / 11
فأحببتُ المضاعفة ، ولم أر احفظ مما يكون عنده، فكلما وجدتُ شيئا يكرم عندي وجهتُ به اليه ليكون لي ذخراً الى وقت حاجتي اليه
قال (ع) :
« أحسنتَ واللهِ «
الخامسة :
رأيتُ حسد الناس بعضهم للبعض في الرزق ،
وسمعت قوله تعالى :
( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون )
الزخرف /32
فما حسدتُ أحداً ، ولا أسفت على ما فاتني
قال (ع) :
« احسنتَ واللهِ «
السادسة :
رأيت عداوة بعضهم لبعض في دار الدنيا
والحزازات التي في صدورهم وسمعت قول الله تعالى :
( انّ الشيطان لكم عدو فاتخذوا عدوا )
فاطر /6
فاشتغلتُ بعداوة الشيطان عن عداوة غيره
قال (ع) :
« أحسنتَ والله « .
السابعة :
رايت كدح الناس واجتهادهم في طلب الرزق ، وسمعت قوله تعالى
( وما خلقتُ الجنَّ والانس الا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد انْ يطعمون ان الله هو الرزّاق ذو القوة المتين )
الذاريات 56-58
فعلمتُ أن وعده وقوله صدق، فسكنتُ الى وعده ورضيتُ بقوله واشتغلتُ بما له عليّ عما لي عنده .
قال (ع) :
« أحسنت والله «
الثامنة :
رأيتُ قوماً يتكلمون على أبدانهم ،
وقوماً على كثرة أموالهم،
وقوما على خَلْقٍ مثلهم ، وسمعت قوله تعالى :
( ومَنْ يتق الله يجعلُ له مخرجاً ويرزُقْه مِنْ حيثُ لا يحتسب ومَنْ يتوكل
على الله فهو حسبه )
فاتكلتُ على الله وزال اتكالي على غيره .
فقال (ع) :
« والله إنّ التوراة والانجيل والزبور والفرقان وسائر الكتب ترجع الى هذه الثمان مسائل «.