يعيش الملايين من المنحدرين من بلدان العالم العربي في بلدان المهجر الاوروبية أو في امريكا واستراليا وكندا وغيرها. ومن الطبيعي أن تكون هذه الجاليات المختلفة بدوافع هجرتها وقدراتها العلمية والمهنية، ناهيك عن أجيالها، بالمتساوية في فرص عملها والاستفادة منها.
نعم، هناك الكثير من الكفاءات العلمية والمهنية التي تستفيد منها بلدان الهجرة، وبالتالي تشكل نزفاً كبيراً لبلدانها الأم التي هي بأمس الحاجة اليها. بيد أن هناك من ملايين المهاجرين ممن يعيش على حد الكفاية الاقتصادية أو على الرعاية الاجتماعية لبلدان المهجر.
ولأسباب موضوعية، تتعلق بمتطلبات أسواق العمل التنافسية وتقسيم العمل الدولي، وأسباب غير موضوعية من عنصرية وغيرها، لا يجد كثير من المهاجرين العرب فرص عمل مناسبة، وبالتالي يبقون طاقات معطلة، لم تستفد منها بلدانها الأم، ولا بلدان المهجر، لتعيش حالة من الخمول والقنوط أحياناً كثيرة. ولعل هذه الحالة تصيب بالدرجة الأساسية أصحاب المؤهلات الاكاديمية الانسانية أو المثقفين من ادباء وشعراء وفنانين لا ترتقي ابداعاتهم الى حدود العالمية، ومذلك ممن اتى بلدان المهجر وقد تقدم به العمر ولم يعد يتمكن من مواكبة مستجدات ومتطلبات التعلم والتأهل الاضافي والمستمر.
كم كنا نتمنى ونحلم بأن تقوم هناك جهة في منظمة جامعة الدول العربية من التعامل مع هذه الحالة والاستفادة من أصحابها في هذا البلد أو ذاك من بلداننا العربية بشيء من الارتقاء عن البيرقراطية والعقلية التقليدية والقيود السياسية.