مثل عمود كهربائي يحرس باب الزقاق
أنام نهاراً وأصحو ليلاً
لا أحظى بالكثير من الود
باستثناء عش الطير الراسخ فوق رأسي
أتزود منه ببعض الهديل
والقليل من الذروق الدافئة
ثمة لصٌّ غبيٌّ في الجوار
يتدرع بكنزة عتيقة
ويغطي وجهه بقناع كورونا
بدا جباناً متردداً
تهتز كتفاه ويدور رأسه حول الجهات
كلما سمع سعالاً يابساً قادماً من حديقة الدار
المنظر حتى اللحظة يتجه صوب جريمة ما
خلعت تماماً فكرة إجراء مهاتفة طارئة مع الشرطة
الجو باردٌ وماطر
والشرطيون يتبادلون أنخاب الشاي وسواخن الحكايات
سأدعهم في مكمنهم يتدفئون
ربما لم يكن لصاً
قد يكون عاشقاً هائماً مغطى بأقطان ثلج
أتعاطف معه الآن بكثير بهجة وشحيح قلق
وجهه يذكّرني بجان دمّو
أو بشيء من عبد اللطيف الراشد
سوق هرج يمشي على ساق وحيدة
كان ينفخ الدخان بقوة
كأنه ركن الدين يونس حمادة
المنظر يتجسد بما لا طاقة لقلبي على تحمله
وكائنات مقهى حسن عجمي تنمو على مائدتي
هي رقصة جماعية معزوفة على تمام سلّم بغداد
لقد أحببت هذا الوغد الحميم
لصاً كان أم عاشقاً مفلساً
ولهذا السبب المشين
سأنطفىء وأنام
كي أمنحه الطمأنينة .