الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الولاء للوطن يفرض الرؤية المجردة عن الحقائق (3)

بواسطة azzaman

الولاء للوطن يفرض الرؤية المجردة عن الحقائق (3)

ذاكرة الظلال .. ديمقراطية الرافدين

 

كاظم نزار الركابي

 

االبيت والمعادلة: قراءة في خرائط  الظل.

 قانون الكارتل  صُمم لـ  تحصين  القلعة من  لدخلاء (المستقلين وقوى تشرين). لكنه، اجج في ذات الوقت، صراعًا  داخل  القلعة.

حوّل القانون المعركة من سباق مفتوح، الى حرب باردة بين  شاغلي الطوابق الثلاثة للقلعة .

لفهم مالات  الانتخابات، ينبغي فهم  لدينامية  الداخلية لكل طابق التي تشكل ظلها الخاص.

اولا:  البيت الشيعي: مركز الثقل.. ومعركة  لوريث

هنا  مركز الجاذبية السياسية، وهنا  لصراع الاعمق في ديمقراطية الظلال.

 البيت الشيعي استغل احتلاله للطابق الاول فحفر خندقا حول القلعة لدرء مخاطر (مشروع الاغلبية الصدري).

 قانون الــــــكارتل ضَمِن له اكتــساح مقاعد الجنوب والوسط، لكن  نتخابات 2025  طرحت السؤال الاخطر: من  يرث  هذا الاكتساح؟

هنا، نحن نتحدث هنا عن ظاهرة جديدة لنصطلح عليها:  بالتنافس الاداري .

في الماضي (2005-2018)، كان الصراع الشيعي-الشيعي يدور حول  شرعيتين :  شرعية المقاومة  (البندقية) مقابل  شرعية الدولة  (الدستور).

اما اليوم، فالصراع انتقل الى نزاع  تيارين :

تيار  لكارتل  التقليدي (الاطار): (المالكي، العامري، الخزعلي)، والذين يعدون  لمؤسسين . يرون ان  لدولة   غنيمة  ينبغي ان تُدار بـ لتوافق  بينهم.  لوزارات  هي  حصص  لضمان  لولاء  وادارة  قتصاد الظل .

تيار  لسوداني  (ائتلاف الاعمار والتنمية).. لم يحتج السوداني الى ردم الخندق ليؤمن اختراقه لانه  كان احد موظفي الطابق الاول للقلعة لكن الكارتل استخدمه كمرشح تسوية، ليستخدم بدوره الدولة لخلق شرعية موازية هي:  الشرعية الخدمية .

كتلة اكبر

 فوز  السوداني الكبــــير في الانتخابات هو  زلزال  الذي ضرب  االبيت الشيعي . انه  لتنافس الاداري  في اوضح صوره، فـ لكارتل  يطــالب بحصته  وفق تطلعات  الكتـلة الاكبر  في البرلمان، والسوداني يطالب بتفويضه  بناءً على  شرعية  الخدمة  والاصوات الاكبر  في الشارع.

مقابل هذا كله، يُلقي:  لتيار الصدري . بظله الثقيل على المشهد.

الصدر هو اللاعب الذي استخدم  لرفض البنيوي  (العزوف)، ليشكل  صمته  في الحنانة  لحمل  الاثقل على  البيت  الشيعي.

فتغريدة  منه قادرة على  قلب  المعادلة، وهو ما يجعل  ستقرار  الاطار  هشا ، لان  لشارع  الذي قاطع، ما زال  ملكا  لـلصدر .

ثانيا:  البيت السني :  فراغ الزعامة  وولادة  لاقطاب

اذا كان  البيت الشيعي  يعيش  تصدع  الزعامة، فان  البيت السني  يعاني  فراغ  فيها.

 ذاكرة الظلال  السنية،  ذاكرة  مؤلمة: من  شتات  ما بعد 2003، الى  صدمة  داعش في 2014، الى محاولة بناء  زعامة  واحدة (تمثلت في صعود الحلبوسي) كشريك  قوي في بغداد.

ما حدث في 2024 (ازاحة الحلبوسي) و انتخابات 2025 ، تمثل  لموت  الرسمي لـ  مشروع الزعيم الواحد .

 قانون الكارتل  (سانت ليغو) فعل هنا شيئا مختلفا. فبدلا من  توحيد  الكبار،  شتت  قوة  لاقطاب  التي حلمت بالزعامة.

اذ نشهد اليوم ولادة  تحالفات المحافظات  .

 لظل  السني لم يعد  رجلا  واحدا في بغداد يتحدث باسم الجميع. وانما توزعت هذا الظل  بارونات  محلية تمتلك شيئًا من القوة:  بارون  في الانبار يسيطر على  لاعمار  والمعابر ، و بارون  في نينوى يسيطر على  ملف النازحين  والامن ، وبارون  في صلاح الدين يمسك بالتوازنات  العشائرية، فـ(الخنجر، السامرائي، وغيرهم) لا يتعاملون مع بغداد كـ سُنة ، وانما كقوى  محلية  تتفاوض  مع  لمركز  (الشيعي) مباشرة، لتضمن  حصصها  من  لادارة  و المال.

ثالثا:  البيت الكردي :  الحرب الباردة  تحت  سقف  بغداد.

 لظل  الكردي هو الاكثر  تقليدية ، لكن  معضلتة  الاكبر. هي  لحرب الباردة  الازلية بين  ربيل  (الحزب الديمقراطي الكردستاني) و السليمانية  (الاتحاد الوطني الكردستاني) .

لكن  لسياق  تغير بالكامل. في الماضي (2005-2014)، كــــــان  البيتان  الكرديان يذهبان الى بغداد في  وفد موحد  لانتزاع  ما يريدان (المادة 140، النفط، البيشمركة).

اما اليوم، فالمعادلة  انقلبت جراء تعنت المواقف بين الحزبين اللذين ما عادا وفدًا موحدًا وانما صارا خصمين يتعامل كل منهما مع بغداد بنحوٍ منفرد ليثبت انه  لحليف الافضل  لـلكارتل  الشيعي، ليحصل على  لدعم  المالي والامني ضد  خصمه .

سانت ليغو

 قانون الكارتل  (سانت ليغو) امعن في تاجيج الصراع بين الخصمين، سيما في  كركوك ، التي تحولت من  قضية  قومية الى  ساحة  اقتتال انتخابي بينهما.

انتقل  البيت الكردي  من  شريك  في  لظل ، الى  موالٍ  في  ظل  بغداد.

ما يعني ان انتخابات 2025  لم تكن  سباقا  بين  طوائف ، بل كانت  مراة  كشفت  لتصدعات  العميقة في كل طوابق القلعة التي تضم  لكارتل السياسي .

وهذا يطرح السؤال الاكبر، الذي سنجيب عليه في الحلقة المقبلة: اذا كان  لكارتل  (بكل طوابقه) منشغلا بصراعاته  الداخلية... فاين  لشعب  من كل هذا؟


مشاهدات 55
الكاتب كاظم نزار الركابي
أضيف 2025/12/25 - 1:25 AM
آخر تحديث 2025/12/25 - 4:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 172 الشهر 18452 الكلي 13002357
الوقت الآن
الخميس 2025/12/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير