لا يا مولاي
أحمد الأمين الجنابي
إن الحاشية التي تُحيط بِ(القائد،الملك،السلطان،الحاكم،ولي الأمر) تلعب دوراً مُهماً في إدارة افكار وقرارات وخطوات الرأس الحاكِمة، لأن المذكورين أعلاه نادِراً (من الصعب) ما يكونوا مُلمين بجميع مفاصل الحُكم، لذلِك تُقسم المَهام بين وزير ومُستشار وحارس…الى اخره من المُسميات التي تتسلم المهام كُلٌ في مُهمَتِهِ، على هذا الأساس فإن جُزءًا كبيراً من الإدارة يتأثر بالحاشية، بَل إن الحاشية أحياناً هيَ من يُدير. حين يسهو الحاكم أو يُفكر أو يُحلل أو ينظر بَينَ أمرين يكون بأمس الحاجة لِمَن يُفكر مَعهُ أو يُنبه على الأخطاء والهفوات كي تَنتظم عملية صناعة القرار. الحاشية نوعان (قلباً على قَلب مَع الحاكِم) أو (تَتَمَلق لِتَبقى أو تَصل إلى غاية). أما الحاشية الأولى فهي الحاشية التي تَستطيع أن تقول( لا يا مولاي) عندما تَشعر بأن الحاكم يُفكر بطريقة خاطِئة أو يتخذ قرارات يَشوبُها السوء فتُحاول تَصحيح الأخطاء لتفادي المشاكل. الحاشية الثانية هي الحاشية المُتَمَلِقة التي تقول (نعم يا مولاي) حتى وإن كان القرار خاطِئاً، لِأنها لا تخاف مِن العواقب على الحُكم بَل تَخشى غَضب الحاكم عند النِقاش أو خشية العقاب والطرد من المنصب(لأن الحاشية المُتملقة الكاذِبة عادةً ما يتخلل علاقتها بالحاكم نوع من عَدم الراحة من الطَرفين فالتفاهم آن ذاك يُصبِحُ صَعباً).شِعار هذهِ الحاشية السيئة هو ( إن سَقَطَ الحكم رُبَما سَنَحكُم وإن لَم يَسقُط ف نَعم لِإرضاء الحاكم). إن اهم مميزات القادة الناجحين هي ميزة إختيار الحاشية، لأن الحاشية هي فَص العَقل الثالث الذي يَجمع ما شُتِتَ في الفصين الأخرين.