الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العراق حلقة التوازن في المنطقة

بواسطة azzaman

العراق حلقة التوازن في المنطقة

محمد حسن الساعدي

 

يشهد الشرق الأوسط تحولات معقدة وتحديات متصاعدة تتطلب أطرافًا قادرة على بناء جسور التواصل وخفض التوتر بين القوى الإقليمية. وفي هذا السياق، يبرز العراق كدولة يمكن أن تلعب دورًا محوريًا بوصفها “حلقة التوازن” بين دول المنطقة، ليس فقط بحكم موقعها الجغرافي، بل أيضًا بفعل تركيبتها الاجتماعية وعلاقاتها المتنوعة مع الأطراف الإقليمية والدولية، إذ يقع العراق في قلب الشرق الأوسط، مجاورًا لإيران وتركيا وسوريا والسعودية والكويت، ما يجعله بمثابة نقطة التقاء إستراتيجية. هذا الموقع منحه قدرة على التأثير في المعادلات السياسية والأمنية المحيطة، كما جعله طرفًا مهمًا في قضايا الأمن القومي العربي والخليجي.الدور الذي بدأ العراق يلعبه في السنوات الأخيرة كمُخفف للتوترات الإقليمية، خاصة بعد مرحلة طويلة من الاضطرابات الداخلية والخارجية. هذا التحول يعكس مساعيه نحو الاستقرار الداخلي ومكانته المتزنة في السياسة الإقليمية،ومن أبرز أدوار العراق في التهدئة كان الوساطة بين إيران والسعودية، العدوين التقليديين في المنطقة. استضاف العراق عدة جولات حوارية بين الطرفين، ووفّر بيئة دبلوماسية محايدة، مما ساعد على خفض التوتر وتهيئة الطريق نحو استعادة العلاقات.

علاقات جيدة

العراق حاول تبنّي سياسة خارجية تقوم على الانفتاح على الجميع وتجنّب الانحياز إلى محور ضد آخر. فالعلاقات الجيدة مع إيران، الولايات المتحدة، دول الخليج، تركيا، وحتى مع سوريا، تعزز من قدرته على أداء دور توافقي وليس تصادمي،ويدرك تماماً أن أمنه الداخلي مرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار جواره، لذلك يعمل على منع تحوّله إلى ساحة صراع بين القوى الإقليمية أو الدولية، ويسعى لتقوية التعاون الأمني والاقتصادي بدلاً من التنافس العسكري.

العراق يستفيد من تاريخه ووزنه السكاني والاقتصادي ليقدم نفسه كطرف قادر على خفض التصعيد في الملفات الساخنة مثل النزاع اليمني، الأزمة السورية، وأمن الخليج، لذلك تحوّل من ساحة للصراعات إلى عنصر تهدئة يعكس نضوجًا في سياساته الخارجية ورغبة حقيقية في لعب دور إيجابي في أمن واستقرار الشرق الأوسط

العراق يسعى في السنوات الأخيرة إلى اتباع سياسة خارجية متوازنة بين المحاور المتصارعة: إيران والولايات المتحدة، دول الخليج وإيران، تركيا وإقليم كردستان. هذه المحاولات كلها لجعل العراق ساحة حوار بدلًا من ساحة صراع تعزز من دوره كحلقة توازن،فمنذ عام 2021، بدأ العراق يلعب دور الوسيط بين بعض الدول المتخاصمة، مثل الوساطة بين إيران والسعودية، وهو ما عزز من صورته كقوة موازنة لا تصعيدية،لذلك أستطاع ان يعزز مكانته ونفوذه بين الدول الاقليمية ويكون حلقة وصل وتوازن بيم الاطراف كافة.

العراق منذ عام 2003، وخصوصًا بعد عام 2017، يسعى إلى تبني سياسة “الحياد الإيجابي”، من خلال إقامة علاقات متوازنة مع إيران من جهة، والسعودية ودول الخليج من جهة أخرى، فضلًا عن علاقات استراتيجية مع تركيا والولايات المتحدة. هذه المقاربة تجعل من العراق طرفًا مقبولًا لدى مختلف المحاور، وقادرًا على أداء أدوار الوساطة وتخفيف التوتر، كما حدث في محادثات التقارب بين الرياض وطهران التي استضافها العراق لعدة جولات.

موارد بشرية

أما اقتصاديًا، فإن امتلاك العراق لاحتياطيات نفطية هائلة، وشبكة من الموانئ والمعابر والموارد البشرية، يفتح أمامه بابًا ليكون مركزًا للتعاون الإقليمي في مجالات الــــــــــــــطاقة والنقل والاستثمار، في ظل هذه المعطيات، فإن تعزيز الاســــــــــــتقرار الداخلي للعراق، ومحاربة الفســــــــاد، وتطوير مؤسسات الدولة، ليــــــــــــست قضايا محلية فحسب، بل هي مفتاح لتعزيز دوره كحلقة توازن إقليمي، يمكن أن تسهم في بناء شرق أوسط أكثر استقرارًا وتعاونًا.


مشاهدات 28
الكاتب محمد حسن الساعدي
أضيف 2025/05/12 - 3:59 PM
آخر تحديث 2025/05/13 - 4:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 276 الشهر 15592 الكلي 11009596
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير