البابا وزيارته إلى العراق
ماهر نصرت
لقد كان لزيارة فرنسيس الأول بابا الفاتيكان بتاريخ 5/ 3 /2021 الى العراق أثر معنوي واضح على الشباب العراقي فقد أعاد الى اذهانهم حياة النعيم التي تعيش بها الشعوب الاوربية التي تتوشح بالمسيحية وما يتمتع به المواطن هناك من حرية وتحرر ، وللأسف صار الكثير من الشباب العربي يحملون الكره والضغينة لدينهم الإسلامي بسبب ما تحمله مجتمعاتهم من حرمان وفوضى وتراجع في كل الاتجاهات .. لقد بات الرحيل الى دول اوربا الشغل الشاغل لأحلام وتطلعات شبابنا ، فوقف لديهم فكر الابداع والتطور واختفت وطنيتهم تجاه بلدانهم في ادغال ضمائرهم وهذا يعود بسببه الأول الى فساد سياسييهم وما يفرزه ذلك الفساد من انحطاط وتراجع حضاري لبلدانهم بل سقوطها ببطء كما يرى المنجمون لطالع مستقبل دولنا المعذبة ، أن المسيحية كما نعلم هي الدين الذي تنظم اليه اكثر تلك الشعوب المتنعمة بجمال الحياة وملذاتها فباتت أفكار شبابنا العربي مقفلة تجاه الوصول الى الفردوس الأوربي وراحت خططهم المستقبلية تتشكل بطريقة تساعدهم على الهروب من مجتمعاتهم المتخلفة والالتحاق بتلك الشعوب المسالمة المتطورة على حد اعتقادهم وصار مثلهم كمثل السجين الذي يبحث عن طريقة تساعده على الهرب خارج اسوار السجن لنيل حريته .
النفور من الدين والوطن ..
لقد وصل الامر عند البعض ان يذم دينه ويعظم شأن المسيحية وهو لايعلم على مايبدو ان دين الإسلام جاء معدلاً لدين المسيحية وأضاف الى عدالة الانجيل فيضاً جديداً من الايمان ومن ثم طاعة الخالق العظيم بشكل متصاعد يتلائم مع تطور الشعوب وثقافاتها المتغيرة كما هبط الانجيل من السماء معدلاً لدين اليهود آنذاك ومضيفاً الى تعليمات التوراة مايخدم الانسان ويرقّي نظرته البدائية نحو الكون ومهندسه الحكيم فمشكلة التنظيم في شعوبنا ليست في دينها بتاتا ففي دينهم مايدعو الى العدالة المطلقة والى الحب والتسامح والرأفة وارتقاء النفس وكل ما تأتي به الإنسانية من عوامل للخير والتآخي بين الناس ويكفي ان نجد في قراننا الحكيم الاية 34 من سورة فصلت التي جاء فيها ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ٌ ) وها كما ترون انها تدعو الى التسامح بشكلٍ صريح وواضح ويدعوا القرآن كذلك الى طلب العلم والى الصناعة والمثابرة والبحث عن خفايا الوجود وذكر رحمة الخالق الواحد وفضله على الخلائق .. اننا نزداد ألماً عندما نجد شباب مجتمعاتنا يرحلون بافكارهم الفتية نحو العالم الغربي وينجرفون مع تياره الملطخ بالخلاعة والرذيلة ونقف نحن الإباء او أساتذة المدارس أو رجال الدين ومحطات الإذاعة عاجزون عن افهامهم وتوضيح مايخفى عليهم من حقائق لاصابتهم بالملل واليأس من وراء صعوبة العيش وعدم ثقتهم بمجتمعاتهم وتمردهم على واقعهم المضطرب على الدوام لسوء الوضع السياسي والامني والاقتصادي لبلداننا العاجزة عن مواكبة الحضارة البشرية المتقدمة ..... أن الفقر والحرمان هو آفة من آفات المجتمع تنخر العقول وتجرجر أصحابها نحو الهاوية.