كنت سفيراً للعراق 

كاظم المقدادي

اثارت حلقة «سفراء المحاصصة « التي عرضت على قناة الشرقية في برنامج (على الحافة)  للزميلة سجد الجبوري ، وكنت أحد ضيوفها ، ردود افعال متباينة .. بين غاضب على  المماطلة والمهاترة والتأخير  وعدم حسم التصويت على المرشحين من الاساتذة الاكاديميين  ومن هم من حصة وزارة الخارجية ،، فهل يعقل والعراق بلا  سفراء جدد ، بينما القدماء في الخارج يطالبون برفع سن التقاعد ..!!

 هذه المماطلة والتسويف  في مجلس النواب ، تعرقل وتؤخر  نيل منصب السفير للمستحقين من الاكاديميين ومعظمهم  يستحقون هذا المنصب بما لديهم من مهارات وخبرة ادارية.

الثابت .. ان هناك معارك وتجاذبات ، وتسويف ومماطلة من قبل رئاسة مجلس النواب ، وعدم التدخل  بقوة  من قبل اللجنة القانونية والفقهاء ، وعدم حسم الموضوع من قبل مجلس رئاسة الوزراء .،؟؟

سيرة ذاتية

وفي خضم هذه الفوضى في طريقة الاختيار ، وكثرة المرشحين الذين ينتظرون النتائج في الليل والنهار .. تبددت القيم ، وتلاشت الآمال بأختيار من هو الأنسب ليكون سفيراً ناجحاً بكل ثقة واقتدار .

للأسف ..فأن معظم الاختيارات لاتعتمد على اهمية السيرة الذاتية ، ولا صحة الوثائق و المعلومات التي حصل عليها المرشح بصورة شرعية .

والمسألة .. برمتها لا تحتاج الى هذا الهوس والتنافس ، والتدافع بالمناكب على منصب السفير  ، بل بأختيار  من يستحق ان يكون سفيراً نزيهاً كفأً ،، يمثل العراق بكل ما تعني كلمة التمثيل ، من لباقة واناقة واجتهاد في العلاقات العامة والحرص وبذل الحهد الدبلوماسي بعمل جليل  ،، ولكن  الترشيح صار بالمحاصصة ، و على ما يقدمه نواب وحزب المرشح من ثناء وتبجيل ..!!

كيف يرشح من ليس له شهادة جامعية ، ولا يتقن الحديث  بلغة واحدة من اللغات الاجنبية ، ولا يجيد حتى الحديث باللغة العربية ، وليس له  كفاءة تذكر ، ولا نزاهة تشكر .

كيف يرشح سفيراً من لا يتمتع بأخلاق عالية ، وليس له من السلوك والسمعة ما يرضي الراعي والرعية .

كيف يمثل العراق في الخارج ، من لا يعرف معنى الهندام والاناقة ، ولا يفرق بين لبس البنطلون والدشداشة .

كيف يكون سفيراً ، من هو خريج المدرسة الابتدائية ، ولا يمتلك  تجربة ولا مهارات ادارية .

نثريات جارية

اغرب  ما في الاختيارات ، ان يعين سفيرا في  دولة ، لا يعرف شيئا عن تاريخها  وتراثها ولا تقاليد وعادات شعبها ..!!

الخطر ،،  ان يذهب هؤلاء الذين يعملون في السلك الدبلوماسي  .. وهم يمثلون احزابهم ، ولا يمثلون توجهات دولتهم ،  فتمسي السفارات في الخارج مرتعاً للفساد ، ولا يهمهم ماذا يجري في البلاد ، والمهم استلام الرواتب العالية ، والتصرف بالنثريات الجارية ..!!

السفير يا سادتي .. هو  بحجم الدولة العراقية في الخارج  بتاريخها وحضاراتها ، وهو  الذي يتمتع بالسلطات الثلاث … التشريعية.والتنفيذية والقضائية ،، وسفارات العراق بالخارج  صورة مصغرة للحكومة والدولة ، ولشعب له كل الاعتبارات  المادية والمعنوية ، و واجب السفير عكس صورة مشرقة عن بلاده بصدق وأمانة غير ملتوية  . 

وظيفة  السفير الحرص على تحسين العلاقات بين بلده والبلد الذي يعمل به ، يعقد المؤتمرات ، ويقيم الندوات للتعريف بما يجري في العراق، ورد الشائعات الظالمة ، وبيان حالات الأعمار المتقدمة .

ترى من هذا سعيد الحظ ، الذي ينال هذا الشرف الكبيــــــــــــــــــر ،، ليكون اميناً و صادقاً وشريفاً ونزيها  وبكفاءة عالية ، ووطنية مخلصة ،  يعمل ليل نهار لعكس صورة بلاده بعزم وأقتدار  ، ويترك بصمة لعمله ، ويعطي صورة بهية نقية عن وطنه .. حتى يحق له القول  :

كنت سفيرا للعراق  ..&