إنتخابات 2025 بداية الوعي أم تكرار الوجع؟

مروان صباح الدانوك

كان العراق، في كل دورة انتخابية، كمن يدخل ذات النفق المظلم، حاملاً شمعة الأمل في يدٍ، وخيبة التجارب السابقة في الأخرى. في كل مرة، نرفع رؤوسنا بحثًا عن ضوءٍ في آخر النفق، لكننا نصطدم بجدار الواقع: وعودٌ كاذبة، شعارات جوفاء، ومرشحون لا يحملون سوى أوراق مزينة بالكلمات. ومع ذلك، يقترب اليوم الذي يمكن أن نقول فيه “ولو على استحياء” ربما حان وقت التغيير. ليس لأن النظام تبدّل، ولا لأن الأحزاب تخلّت عن مصالحها، بل لأن الناس تغيّروا. لأن الوعي بدأ ينمو، ويتمدد، ويكسر جدران الصمت. الناخب اليوم لم يعد ذاك الذي يخضع للعاطفة أو الضغط الاجتماعي. لم تعد الصورة المعلقة ولا السلّة الغذائية كافية لإقناعه. صار السؤال الأهم: ماذا فعل هذا المرشح؟ وأين كان حين كنا نبحث عن صوت؟ الشارع يرفض التصفيق المجاني، ويراقب. العقول لم تعد تُستدرج بسهولة، والشباب باتوا أكثر تمرداً على الواقع، وأكثر إيماناً بأن التغيير لا يأتي من السماء، بل يُصنع بصناديق الاقتراع. لا نبالغ إذا قلنا إن انتخابات 2025 قد لا تغيّر كل شيء، لكنها قد تغيّر الاتجاه. نحو وعي جديد. نحو مساءلة حقيقية. نحو استعادة لقيمة الصوت، الذي كاد يُفقد تحت ركام التبعية والسكوت. قد لا يكون الطريق معبّداً بالثقة، لكن يكفينا أن نبدأ السير عليه، صوتك ليس مجرد ورقة تُسقطها في صندوق، بل هو موقف، وتاريخ، وربما مستقبل وطن بأكمله. فلا تفرّط به. لا تساوم عليه. ولا تعطه إلا لمن يستحق، لعلّها تكون البداية التي طال انتظارها.