إلى أحفاد صاحبة الجلاله كلام من القلب
مالك الدليمي
ونحن نعيش مايمر به العالم من احداث سيكون لها حتما دورا في تغيير وجه التأريخ الذي اصبحت حالته لا تسر الا ان والحق يقال بأن ما عشناه من ايام جميله في العراق ونحن نحتفي بسيدتنا صاحبة الجلاله والسلطه الرابعه في عيد الصحافه العراقيه كان امرا مفرحا يدل على ان العالم لا زال بخير وان الامل جميل في كل العقود والقرون طالما موجود بيننا من يؤمن بالامل وان المستقبل سيكون اجمل وما هذا الذي يجري الا سحابه وربما عاصفه وما اكثر ما سجل التاريخ ورواه المؤرخون فاصبحت احاديث للتندر نعم سادتي اعترف لكم بأنني من المتفائلين لا تفارقني الابتسامه ولا تبتعد عني صورة العراقي الذي يلهث في الصباح كل يوم للحصول على صحيفته التي لا يطيب له في قرائتها الا وهو في حالة الاسترخاء في منزله او في المقهى او في مكتبه الانيق واني لا انسى ابدا الطوابير التي كنا نراها سابقا بعد الساعه التاسعه صباحا امام ابواب الصحف العراقيه محاولين الوصول الى صحيفه لانها نفذت من الاسواق ومن منا قد نسى اكشاك بيع الصحف ومن منا لم يصرخ على بائع الصحف في ساحات الاشارات الضوئيه حتى اننا اصبحنا نعرف اسماء باعة الصحف كما نعرف اسماء المشهورين من المطربين والرياضيين والشعراء .
نعم ايها الاحبه مر عيد الصحافه العراقيه وكان اسعد ما فيه هو هذا الفيض من المشاعر الجياشه بالحب نحو صاحبة الجلاله ونحو روادها الاوفياء وكنت اقرأ بين سطور زملائي وزميلاتي الصحفيين والصحفيات وسط دموع الفرح لأنني كنت اقرأ حقيقة الاوفياء والمبدعين وكان جميلا الاشاده بمن رحلوا وقدموا الغالي والنفيس لترتقي مهنة الصحافه وهنا اتذكر نصيحة الاستاذ زكي الجابر رحمه الله وهو يقول لي قبل اكثر من نصف قرن اذا اردت ان تكون صحفيا فابدأ من المطبعه والمطبعه في ذلك التاريخ كان يعيش اهلها بين حروف الرصاص وهذا ما فعلته في مطابع ثنيان في ساحة الميدان في نهاية الستينات من القرن الماضي وكانت هي المدرسه الاولى للصحافه ولعلي اتذكر ايضا نصيحة شيخ الصحفيين الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي يوصي من يريد ان يكون صحفيا لامعا فعليه ان يعمل مراسلا حربيا وهذا ما كان .
ايها الزملاء والاحبه ان اروع ما تناولته اقلامكم الوفيه واحاديثكم الاعلاميه هو استحضاركم للرواد هؤلاء العمالقه بل لا ابالغ اذا قلت العباقره الذين ولدت الصحافه على اياديهم ومن حماسهم وحبهم الصادق لصاحبة الجلاله والاروع من كل هذا هو مروركم على زملائنا شهداء الصحافه الذين قدمو حياتهم وشبابهم قرابين لمهنتهم الشريفه وقبل الختام بودي ان اقدم تهنئه لكل رؤساء التحرير والعاملين في الصحف العراقيه جميعا وصبرهم لان الصبر هو اول الخطوات الصحيفه لتعلم مهنة المتاعب والموضوع الاخر الذي اود طرحه امامكم هو انني ارى ان هناك دعوات لتأسيس روابط او تجمعات لاستقطاب الاعلاميين والصحفيين ومن وجهة نظري المتواضعه علينا تجميع جهودنا ولتكن نقابتنا الموقره خيمتنا جميعا وهنا اقترح على الزملاء رؤساء التحرير تأسيس مراكز استشاريه للبحوث والدراسات الصحفيه لانهم في رأيي المتواضع هم المؤهلين لمثل هذه المهمه في وقتنا الحاضر ليأخذ العراق دوره الريادي الحقيقي للنهوض بالعمل الاعلامي والصحفي.