اسرار البيت الابيض في التخطيط لغزو العراق واحتلاله
كيف بدأت الحرب وكيف إنتهت؟
محمد مظفر الادهمي
الجزء الاول عاما 2001 -2002
- في يوم 5 شباط،2001 أي بعد17 يوما فقط من تولي بوش الابن للرئاسة ، ترأست مستشارة الامن القومي كونداليزا رايس اجتماعا للجنة الرؤساء حضره نائب الرئيس دك تشيني ووزير الخارجية كولن باول ووزير الدفاع رونالد رامسفيلد ومساعد رئيس المخابرات جورج تنت بالنيابة عنه .وكان الهدف هو دراسة كيفية زيادة الاستطلاعات المخابراتية حول أسلحة الدمار الشامل في العراق . واقر الاجتماع أن صدام حسين قد نجح في إقناع المجموعة الدولية بان الحصار قد سبب الجوع لشعبه، وان ذلك لن يوقفه عن صرف الأموال للحفاظ على سلطته.
- وخلال الفترة 31 مايس – 26 تموز 2001 قام وكيل مستشار الأمن القومي هادلي بالاجتماع أربع مرات مع لجنة الوكلاء لصياغة سياسة حول العراق . وفي شهر آب قدمت هذه المجموعة ورقة سرية للغاية تحت عنوان (إستراتيجية التحرير )
- في يوم الأحد 16 أيلول 2001 أخبر بوش رايس أن الهدف الأول في الحرب على الإرهاب سيكون أفغانستان ،واضاف : " إننا لن نتناول العراق ألان ... سنضع العراق جانبا ، ولكن بالنتيجة سنعود إلى هذا الموضوع لاحقاً ."
- قبل يوم واحد من عيد الشكر وبعد 72 يوما من أحداث الحادي عشر من أيلول ، وبعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ، وضع الرئيس بوش يده على كتف وزير دفاعه رونالد رامسفيلد قائلا :" احتاج أن أراك " واخذه جانباً وقال " ما هو شكل خطة الحرب على العراق الموجودة لديك ؟ أجاب رامسفيلد انها موجودة تحت اسم ( عاصفة الصحراء 2+) وهي خطة معدلة بعض الشيء لحرب والده بوش عام 1991 على العراق . وأجابه بوش " دعنا نبدأ من هذه الخطة ، واطلب من تومي فرانكس (القائد العام لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا والقرن الأفريقي)أن يدرس ماذا يمكن أن نفعله لحماية الولايات المتحدة بإزاحة صدام حسين من الحكم إذا أردنا أن نفعل ذلك" . وطلب منه أن لا يتكلم حول هذا الموضوع مع الآخرين.
- في يوم السبت الموافق الأول من كانون الأول 2001 أرسل رامسفيلد عبر رئاسة الأركان المشتركة أمرا سريا للغاية إلى الجنرال فرانكس يطلب منه المجيء إليه مع ( تقديرات قيادية ) لوضع أسس لخطة حرب جديدة للعراق . وجاء في الأمر المكون من ورقتين أن رامسفيلد يريد أن يعرف كيف سيدير فرانكس العمليات العسكرية لإزاحة صدام حسين من السلطة وإنهاء تهديده المحتمل بأسلحة الدمار الشامل وإيقاف مساندته المشكوك فيها للإرهاب .
- في 17 كانون الثاني 2002 قدم الجنرال فرانكس إلى رامسفيلد التعديل الرابع على خطتهم للهجوم على العراق . واوضح أن العقوبات الاقتصادية قد منعت العراقيين من تحديث قوتهم وأضعفت بشكل أساس قدراتهم الهجومية. وأضاف فرانكس انه حالما يتخذ الرئيس قراره بالحرب فانه سيحتاج فقط إلى 45 يوما لنشر القوات الضرورية الأولية ، ثم يقوم بتنظيم عمليات الطيران لمدة 45 يوما أخرى ، وبعد ذلك وخلال 90 يوماً سيكونون مستعدين لبدء العمليات العسكرية الأرضية وستستغرق هذه العمليات 150 يوماً لتبديل النظام بشكل حاسم .. طلب رامسفيلد من فرانكس بعد سماعه للتعديل الرابع على خطة الهجوم أن يعود إليه بعد حوالي ثلاثة أسابيع للذهاب إلى الرئيس للتحدث حول العمليات التحضيرية التي يجب القيام بها مسبقاً .
- في الساعة 8,45 من صباح الخميس السابع من شباط 2002 ألقى الرئيس خطاب إفطار الصلاة الوطني في فندق الهلتون بواشنطن ، وكان 11 أيلول يملأ عقله . فقال :
" إن تحديات ضخمة تنتظر الأمة . وستكون أيامها صعبة "
ثم انتقل بعد الخطاب هو وفريق الأمن القومي إلى غرفة أخرى في الفندق نفسه ليستعرض فرانكس أمامه خطة حرب العراق بعد أن أجرى عليها تعديلا ً طفيفا ًفي ضوء لقائه مع رامسفيلد قبل أسبوع .
- وفي 16 شباط 2002 وقع الرئيس بوش الخطة الجديدة السرية للغاية التي قدمتها له وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA لقلب نظام الحكم في العراق.
- بعد أربعة أيام من توقيع أمر الرئيس بوش ، وفي20 شباط 2002 دخل شمال العراق في المنطقة الكردية فريق مسح للتحضير من اجل نشر فرق CIA شبه العسكرية والتي أطلق عليها اسم (NILE) وهي مختصر (Northern Iraq Liaison Elements ) أي ( عناصر اتصال شمال العراق ) .
- إن ندرة عناصر CIA في العراق قد دفعت إلى التركيز على استخدام الأقمار الصناعية الأمريكية للتجسس وتحديد الأهداف المطلوبة في خطة الهجوم على العراق واحتلاله . ففي يوم الجمعة 28 شباط 2002 وصل الجنرال فرانكس إلى مكتب رامسفيلد في البنتاكون وهو يحمل معه مجلدين سريين للغاية يتضمنان 4000 آلاف هدف داخل العراق، تتعلق بمناطق القيادات المهمة ومعسكرات الجيش والأمن وألوية الدروع والمشاة و مواضع وحدات الدفاع الجوي.
- قام تشيني بزيارة مصر والاردن وقطر في اذار 2002 و فوجئ أن القادة العرب الذين التقاهم لم يتطرقوا إلى العراق أو التهديد الذي يشكله صدام حسين أو الإرهاب ، وإنما ألحوا بالحديث عن مسالة عملية السلام في الشرق الأوسط وحل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. وكان بوش منزعجا ً من عدم اهتمام القادة العرب بالقضية الأساسية التي أرسله إليهم من اجلها وهي صدام حسين .
- وخلال عطلة نهاية الاسبوع يومي 6 – 7 نيسان 2002 استضاف بوش رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعائلته في مزرعته بكرفورد ، وخلالها أجرى معه التلفزيون البريطاني ITV مقابلة أدارها المراسل تريفور ماكدونالد والذي دفع احد أسئلته بوش للتحدث عن العراق . فأجاب
" لقد قررت انه من الضروري أن يرحل صدام "
فقال ماكدونالد " وكيف سيتحقق ذلك سيادة الرئيس ؟ فأجابه بوش " انتظر وسترى ".
- في يوم 11 مايس 2002 ? حمل فرانكس خريطته وايجازاته إلى كامب ديفيد من اجل اجتماع طويل مع الرئيس . وقد عرض فرانكس على بوش خطة الهجوم (Generated Start Plan ) بطريقة مختلفة قائلا ً إنها ستتألف من خمس جبهات : الأولى هي الجبهة الغربية التي سيرسل إليها قوات العمليات الخاصة لمنع إطلاق صواريخ سكود منها ، والثانية الجبهة الجنوبية وهي المدخل الرئيس للهجوم من الكويت وبواقع فرقتين زائد واحد من الجيش وحوالي فرقتين من مشاة البحرية المارينز . أما الجبهة الثالثة فهي جبهة العمليات المعلوماتية والإعلامية ، والرابعة هي الهجوم الرأسي على بغداد ، والخامسة ستكون عبر تركيا إذا تمكنوا من الاتفاق مع الأتراك.
- في مطلع شهر آب ، وعندما كانت CIA مشغولة على قدم وساق في عملياتها المخابراتية شمال العراق ، ذهب الجنرال فرانكس إلى البيت الأبيض يوم الاثنين الخامس من الشهر في الساعة الرابعة والنصف عصراً ،يرافقه مساعده رينوارت ومعهما آخر الخطط الحربية السرية ، ليقدم إيجازا ً للرئيس ولمجلس الأمن القومي . وكان جدول الأعمال كالآتي:
1 – استعراض سريع لخطة (Generated Start ) .
2 – تحديث خطة ( Running Start ) .
3 – تقديم مفهوم جديد أطلق عليه اسم (Hybrid ) أي بمعنى ( الهجين ) . وهي عبارة عن خطة فيها مزيج من الخطتين (1) و (2 ) أعلاه .
4 – إدارة المخاطر الستراتيجية .
5 – الأهداف العراقية الرئيسة .
- في الساعة الواحدة والريع من بعد ظهر يوم 2 تشرين الأول 2002 ظهر بوش في حديقة البيت الأبيض أمام الصحفيين ، مع مجاميع من أعضاء الكونغرس من الحزبين كإعلان عن اتفاقهما في موضوع العراق ، وقال إن الدعم من الكونغرس " سيظهر للصديق والعدو معاًعزم الولايات المتحدة" معلنا ً "إن النظام العراقي هو تهديد فائق الخطورة" قائلا ً " إن الدكتاتور هو تلميذ ستالين.. وان القضية الآن أمام الكونغرس الأمريكي، وستشاهد مناقشاته عن قرب من قبل الشعب الأمريكي وسيذكرها التاريخ.. إنني أحث جميع أعضاء الكونغرس أن يتعاملوا مع هذا القرار بعناية فائقة "
- في الأول من تشرين الثاني 2002جلب باول الشخصين اللذين سيرأسان فرق الأمم المتحدة للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ، لكي يلتقيا بوش وتشيني و رايس، وحضر كذلك ولفوتز . كان الشخص الأول هو هانزبليكس السويدي. والثاني هو محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت وجهة نظر المتشددين بما فيهم ولفوتز ترى أن بليكس ضعيف وان صدام سيلعب عليه . فقال بوش لبليكس " إن عليك يا مستر بليكس أن تفهم إن لديك قوة الولايات المتحدة تقف خلفك ، و إنني مستعد لاستخدامها إذا دعت الحاجة لوضع قرار مجلس الأمن موضع التنفيذ " وأضاف بوش " إن قرار الذهاب إلى الحرب سيكون قراري ... فلا تجعل نفسك مطلقاً تشعر بما تقوله من انك تصنع القرار " .
- وفي 8 تشرين الثاني 2002 صدر قرار مجلس الأمن رقم 1441 بموافقة جميع الأعضاء الخمسة عشر. ومما جاء فيه انه إذا استمر صدام بانتهاك التزاماته بنزع السلاح فانه سيواجه " نتائج وخيمة " وهو النص الذي وضعه باول بدلا ً من النص " جميع الوسائل الضرورية ".
- بدأ مفتشوا الأسلحة عملهم في العراق في أواخر شهر تشرين الثاني بعد صدور القرار 1441? واجتازوا بسياراتهم البيضاء ضواحي بغداد وفتشوا ولم يجدوا شيئا ً حتى عند زيارتهم المفاجئة وبحثهم في أحد القصور الرئاسية لصدام الذي استغرق ساعة ونصف .
- وفي السابع من كانون الأول قدم العراق إيضاحا ً عن أسلحته المدمرة مكون من 11807 صفحة واثبت انه لا يمتلك أسلحة دمار شامل. ولكن نائب الرئيس تشيني قال لأعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي يجب ان لا نعطي صدام فرصة أخرى .. إن هذا يكفي .
- في صباح الأربعاء 18 كانون الأول 2002 كان لبوش لقاءً خاصا ً مع رئيس الحكومة الاسباني خوزيه ماريا أزنار الذي أعلن دعمه للمواجهة العسكرية مع العراق . ويظهر محضر اللقاء إن بوش قد سخر من إيضاح العراق حول أسلحة الدمار الشامل حين قال " إن هذا الإعلان هو لا شيء..انه فارغ..انه اضحوكة.
الجزء الثاني عام 2003
- بعد عطلة رأس السنة الجديدة 2003 قال الرئيس لرايس إن الضغط لم يأت بنتيجة وان الجهود لجعل عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في مسار عدواني لكي يتصدع صدام لا تعمل شيئاً . لقد أصبح صدام أكثر ذكاءاً في طريقة التعامل مع بليكس ، وان الإجماع الدولي لشهر تشرين الثاني قد بدأ يتهرأ . لقد بدأت التقارير الصحفية تغيض الرئيس وهي تتحدث عن العرقيين المبتسمين وهم يقودون المفتشين في أنحاء البلاد يفتحون لهم البنايات ويقولون لهم (( انظروا لا يوجد شيء هنا )).
- في 9 كانون الثاني 2003 جاء فرانكس إلى واشنطن ليقدم للرئيس آخر ما لديه عن خطة الحرب على العراق ، وبعد العرض سأل بوش ما هي النقطة التي أصل فيها إلى اتخاذ القرار؟ أجابه فرانكس انه سيكون مستعدا للتنفيذ خلال ثلاثة أسابيع تقريبا . وأضاف " سأكون جاهزا للحرب في اوائل شباط، ولكنني في الحقيقة أرغب أن تكون في الأول في آذار".
- في الساعة الثانية والربع من بعد ظهر العاشر من كانون الثاني 2003 التقى بوش وتشيني في اجتماع خاص في المكتب البيضاوي مع ثلاثة معارضين عراقيين ،هم رند فرنك وكنعان مكية وحاتم مخلص ، ودار حوار طويل . وبعد ان قال الرئيس انه سيعمل على ازاحة صدام ، اجابه احدهم " إن الشعب في العراق سيستقبل قواتكم وسيحييها بالورود والحلوى " . وأنهى بوش الاجتماع بإبلاغهم " إنني أتصور إنكم و يهود الشتات ( Diaspora) شركاء فيما انتم عليه. ولذلك فأن واجبكم أن تجمعوا الناس الذين يرغبون بالمساعدة وان تلموا شعثهم وتستجمعوا قلوبهم وأنفسهم . أما واجبي فهو أن أحشد العالم واكسب الحرب... وربما بعد سنة واحدة من الآن سنحتفل بالنصر ونتكلم عن التحول إلى الحرية".
- في يوم الجمعة 24 كانون الثاني 2003 م قدم فرانكس إلى رامسفيلد والجنرال مايرز النسخة النهائية من خطة الحرب ( Hybrid Plan ) والتي اظهرت ان مستوى مجموع القوات الأمريكية في المنطقة سيصل في منتصف شهر شباط إلى 140 ألف بضمها 78 ألف من القوات الأرضية ( الجيش ومشاة البحرية المارينز وقوات العمليات الخاصة ) .
- قدم رامسفيلد للرئيس بوش الجدول السري للغاية والمؤرخ في 29 كانون الثاني 2003 ? وحدد اليوم الذي سيتخذ الرئيس فيه قراره بالحرب وأطلق عليه اسم ( Notification Day) أو ( N-Day) وحدد له يوم 22 شباط 2003 . أما (C- Day) ويعني بداية تدفق القوات فأنه سيتبع اتخاذ الرئيس قراره بالحرب ، علما أن نشر القوات كان قد بدأ فعلاً لان رامسفيلد كان يعلم أن قرار بوش بالحرب قد اتخذ أصلاً.
- في يوم 5 شباط 2003 م قدم وزير الخارجية الامريكي كولن باول تقريره المشهور امام مجلس الامن ،متهما العراق بامتلاك معامل أسلحة بايلوجية تسير على عجلات أو قاطرات سكك الحديد ، وعرض على الشاشة مخططات تفصيلية لمختبرات متنقلة كما أشار إلى طائرات مسيرة بدون طيار يصل مداها إلى 500 كيلو متر " مما يمكن العراق إستخدامها لنقل العناصر البايلوجية إلى جيرانه أوإلى بلدان أخرى بما فيها الولايات المتحدة " . ووصف باول ارتباطات العراق بالقاعدة بأنها " علاقات أكثر شراً وبشكل كامن " وقال الوزير " نحن نعلم إن صدام حسين مصمم على الاحتفاظ بأسلحته، أسلحة الدمار الشامل، وهو مصمم على زيادتها.. وإن الولايات المتحدة لن وليس بإمكانها إن تعرض الشعب الأمريكي لمثل هذا الخطر ." .لقد استمر عرض وزير الخارجية الأمريكي باول أمام مجلس الأمن لمدة 76 دقيقة .
- بعد شهر واحد وفي صباح يوم الأربعاء 5 آذار التقى رامسفيلد و فرانكس مع الرئيس ومجلس الأمن القومي في غرفة الموقف بالبيت الأبيض ، وكانت الملفات ذات الألوان المختلفة ومحاضر الإيجاز كلها مؤشرة بعبارة ( سري للغاية – خطوة بولو ) مع عنوان على الصفحة الأولى بحروف كبيرة ( مسودة ما قبل القرار ) . لقد وصل مجموع القوات الأمريكية في المنطقة إلى 208 ألف وهي تتضمن القوات الأرضية البالغة 137 ألف . أما عن رامسفيلد فإن خطوط التوقيت لديه لا تحدد يوماً معيناً لان الرئيس لم يحدد يوم البدء بالحرب ، ولكنها كانت ترجح وقتاً أمده إسبوعين .. لقد كان رامسفيلد يشعر بقوة انه من الضروري أن ينشروا إنذاراً نهائياً إلى صدام بإعطائه 48 أو 72 ساعة للتنازل عن الحكم ، وقد أشير إلى هذا الإنذار في جدول توقيتاته بعبارة ( النقطة المركزية ) ، ولم يظهر الجدول أي عمليات قتالية رئيسة خلال فترة الإنذار عدا نشاطات قوات العمليات الخاصة .
- في يوم 11 آذار ، قدمت رايس لأعضاء مجلس الأمن القومي محضر اجتماعهم المصنف ( سري ) وقد جاء في خلاصة المحضر كيفية تشكيل السلطة العراقية الانتقالية حالما يتم التحرير وستضم هذه السلطة عراقيين وأكراد والمعارضين في المنفى ، ثم سيعقد مؤتمر في بغداد " لتوسيع هذه القاعدة " كما حصل بعد حرب أفغانستان لتسمية القادة المؤقتين و " للمساعدة في تأسيس الحكومة الديمقراطية الجديدة " ثم لخصت الوثيقة ( المحضر ) الإيجاز الذي قدم للرئيس حول العملة العراقية والنفط وإصلاح البيروقراطية في العراق .
- في يوم 17 آذار 2003وفي الساعة 8.55 صباحاً اجتمع بوش بمجلس الأمن القومي ، وقدم باول تقريراً يقول أنه لم يحدث أي تغيير في مجلس الامن خلال الليلة الماضية ، ففرنسا لن تنحني . من جانب آخر أخبر بوش فرانكس أنه ربما سيأمر بتنفيذ ما تدعى الآن بالخطة ( Op Plan 1003 v ) خلال 72 ساعة " إنني لم أصدر بعد الأمر إليك بالبدء ، ولكنك يجب أن تكون مستعداً " ووجهه بالقول " أفعل كل الأمور التي تحتاج إلى عملها في الدقيقة الأخيرة " .
- استدعى بوش بعد ذلك السكرتير الصحفي أير فليتشر وقال له اذهب في الساعة 9.45 دقيقة وقل إن حلفاءنا قد تشاوروا مرة أخرى هذا الصباح ، وأننا قد سحبنا مشروع قرارنا . ووجهه بالقول " لن يكون هناك تصويت في الأمم المتحدة " . وفي الوقت الذي حدده بوش ظهر فليتشر في المركز الصحفي وقال " إن الأمم المتحدة قد فشلت في تنفيذ مطالبها بنزع أسلحة العراق حالاً وأن الرئيس سيوجه هذه الليلة وفي الساعة الثامنة خطاباً إلى الأمة يقول فيه أنه من أجل تجنب النزاع المسلح فإن على صدام حسين أن يغادر البلاد " . وبعد ذلك قام بوش بالإيفاء بعهده إلى أزنار فتكلم مع الملك الأسباني لمدة أربع دقائق " يا صاحب الجلالة إليك ما سيحدث إننا سنسحب مشروع القرار وسأتكلم مع الشعب الأمريكي " فشكره الملك بحرارة على مكالمته له .
- وفي هذا الصباح قام بوش بتجربة إلقاء خطاب الإنذار لمرتين ، وقد قرأ القسم الأول بسهولة ولكنه عندما وصل إلى الجمل الأساسية - يجب أن يغادر صدام حسين وولديه العراق خلال 48ساعة وأن رفضهم ذلك سيؤدي إلى نزاع مسلح يبدأ في الوقت الذي نختاره نحن ـ أصيب بحشرجة في حنجرته ،
- أتصل بوش برئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون وقال له " أريل لقد كنت قد أخبرتك في المكتب البيضاوي أنني سأبلغك قبل 72 ساعة أنني أعطيك إياها الآن " فقال شارون " لقد استلمناها " وشكر شارون الرئيس . وقد استغرقت المكالمة ثلاثة دقائق .
- في الساعة 4.45 عصراً أجرى بوش ممارسة قراءته الثانية للخطاب في المكان الذي سيلقيه فيه بعد حوالي ثلاث ساعات في كروس هوك بالطابق الأول من البيت الأبيض .
- وفي حوالي الساعة 6.15 مساءاً وسع بوش اجتماعه مع اعضاء من الكونغرس الامريكي ليظم إليه رئيسي لجنتي الخارجية والمخابرات في الكونغرس وأخبرهم قائلاً " إن الجنرالات العراقيين هم مجرمو حرب " وأضاف في التفاتة جديدة ومهمة بالقول " إذا غادر صدام فإننا مع ذلك ذاهبون إلى العراق بأية حال من الأحوال .
- وفي الساعة الثامنة ودقيقة واحدة من مساء ذلك اليوم الاثنين 17 آذار 2003 ? أعلن بوش إنذاره لصدام وولديه قائلاً " مواطني الأعزاء ..إن الأحداث في العراق قد وصلت إلى الأيام النهائية لاتخاذ القرار "
- وفي اليوم التالي الثلاثاء 18 آذار بدأ الرئيس ببعض الالتزامات الدبلوماسية ،وفي هذااليوم أيضاً صدر عن اجتماع كبار موظفي البيت الأبيض إعلانين الأول يتعلق بإيقاف الزيارات السياحية للعامة إلى البيت الأبيض ، وأن تكون الفرق الطبية متأهبة . وفي المكتب البيضاوي أخبر مدير الخزانة ميتش دانيال الرئيس أنهم سيحتاجون إلى 73.3 بليون دولار بموافقة الكونغرس للحرب ولدعم الأمن في البلاد .
- بدأ بوش عمله يوم الأربعاء 19 آذار 2003 بمكالمة هاتفية مع بلير عبر الهاتف المأمون الساعة ( 7.40 دقيقة صباحاً ) والتي استمرت عشرين دقيقة . لقد كان الاثنان بمعنويات عالية . وفي الساعة ( 10.30 صباحاً ) اجتمع بوش برئيس بلدية مدينة نيويورك ، وقال له " نحن على حافة الحرب.. ولما كانت مدينة نيويورك هدفاً رئيسياً محتملاً فإنه من الضروري أن نتفقدها " ثم أشاد بجهود المدينة في التهيؤ ، ولكنه نصح رئيس البلدية أن يركز على الأهداف المحتملة للإرهابيين قائلاً " راقب جيداً الإنفاق والجسور والأقلية اليهودية. "