لا تيأس هناك أمل: معظم المصابين بلا أعراض خطيرة
120 مشروعاً بحثياً للوصول إلى لقاح لكورونا
ترجمة : نور محمد البحراني
في ظل التركيز على الجانب الكارثي للوباء وانتشار فيروس كورونا حيث يتناقل الجميع وينشغلون بسرد كل المخاوف السلبية التي تثير الذعر والرعب في قلوب الناس وخصوصاً تلك المتعلقة بأعداد الوفيات المتصاعدة يومياً.غير أن هناك حقائق إيجابية تدعو للتفاؤل ، ومن الاخبار الايجابية هي نسب الشفاء حيث غالباً ما نرصد عدد المصابين والمتوفين فقط، في حين نتجاهل عدد الأشخاص الناجين.
وبحسب الاحصائيات الدولية ان الغالبية العظمى من المرضى، أي حوالي 80 بالمائة من الحالات، تكون الإصابة بفيروس كورونا خفيفة جداً إلى متوسطة. وهذا يعني ان أعراض مثل السعال وبحة في الصوت دون أن يتطور الأمر إلى مستوى أعراض "كوفيد .19وهناك من المصابين من لم يلحظوا أي أعراض لديهم بالاضافة الى ان هناك نحو 120 مشروعا بحثيا يعمل عليها العلماء للوصول إلى لقاح ضد مرض كوفيد 19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا. وهناك حوالى مئة مشروع لقاح مضاد لوباء كوفيد-19 بينها نحو عشرة في مرحلة التجارب السريرية بحسب بيانات و احصائيات مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب.
حيث وصلت ثمانية مشاريع إلى المرحلة الأولى من التجارب السريرية على البشر، بينها مشروع صيني تم تطوره خصوصا شركة "كانسينو" المدرجة في هونغ كونغ وقد وصل الى مرحلة أكثر تقدماً مع تجارب سريرية في المرحلتين الأولى والثانية, والهدف الرئيسي لتجارب المرحلة الأولى هو اختبار سلامة المنتج الطبي وبدرجة أقل فاعليته. أما تجارب المرحلة الثانية ثم الثالثة والتي تجري على نطاق أوسع فهي تهدف خصوصاً إلى تقييم فاعلية اللقاح قبل أن تسمح السلطات الصحية بإنزاله إلى الأسواق.وهناك ثلاثة مشاريع صينية أخرى في المرحلة الأولى من التجربة: أحدها تطوره شركة الأدوية العملاقة سينوفاك واثنان يقوم بهما معهد شينزين الطبي بحسب معلومات مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب.
ولا ننسى دور المانيا لمحاولة جمع 525 مليون يورو للتعاون الدولي في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد. هذا ما كشفت عنه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في أيار 2020 خلال مؤتمر مانحين عبر الإنترنت، والذي دعت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين.
وأضافت ميركل في كلمة مقتضبة أن الجائحة تمثل تحديا عالميا لا يمكن التغلب عليها إلا عبر تعاون عالمي، منتقدة عدم استعداد الجميع إلى تعاون متعدد الأطراف في هذا الوقت، وقالت: "إنها لحظة الأمل"، مضيفة أن بلادها ستساهم في ذلك على نحو فعال.
كما هناك مشروعان في الولايات المتحدة للقاح في المرحلة الأولى من التجارب: أحدهما تقوم به شركة التكنولوجيا الحيوية "موديرنا" بالتعاون مع المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية والآخر تجريه شركة "إينوفيو للصيدلة."
تطوير لقاحات
ويعد تطوير لقاحات فعالة وآمنة نقطة رئيسية في المعركة ضد وباء كوفيد-19 الذي تسبب بوفاة أكثر من 210 آلاف شخص في العالم. وفي ظل غياب علاجات مثبتة للأشكال الشديدة من هذا المرض، فإن اللقاحات التي تجري على نطاق واسع وحدها قد تتيح المناعة في مواجهة المرض ووقف انتقال الفيروس وتكمن المشكلة الأساسية في البطء النسبي لتطوير لقاحات، وإنتاجها على نطاق واسع والقيام بحملات تلقيح الواسعة.
تقول الرابطة الألمانية لشركات الأدوية القائمة على الأبحاث إنه من الناحية النظرية يمكن أن تساهم بعض اللقاحات في الحماية ضد كورونا، حتى وإن كانت منتجة في الأصل ضد فيروسات أخرى، كلقاح السل "الذي يقوّي الجهاز المناعي ضد الجراثيم، ويمكنه منع تأثر الناس بمرضي السارس وكورونا أو على الأقل منع تضررهم بشدة".. ولاسيما ذكر دور تايلند الفعال حيث قال مسؤول إن تايلند بدأت إجراء تجارب على لقاح مضاد لفيروس كورونا على القرود، وذلك بعد فحوص إيجابية أجريت على الفئران.
وقال وزير التعليم العالي والعلوم والأبحاث والتطوير سوفيت مايسينسي إن الباحثين نقلوا تجربة اللقاح إلى القرود، وإنه يأمل في أن يخلصوا إلى "نتيجة أكثر وضوحا" لفعاليته بحلول سبتمبر/أيلول المقبل. وأضاف للصحفيين "هذا المشروع لعموم البشر، وليس قصرا على التايلنديين. وقد رسم رئيس الوزراء سياسة تلزمنا بالمشاركة في تطوير لقاح ننضم به إلى قوة عمل المجتمع الدولي في هذا الصدد".
وأعلنت تايلند عن عملها على تطوير لقاح، وهو من بين 100 لقاحات أخرى يجري تطويرها على مستوى العالم، وقالت إنها تأمل أن تنتهي من إنتاجه بحلول العام المقبل.
وقال سوفيت إن تايلند بدأت في تكليف اثنتين من شركات التصنيع بإنتاج لقاحها ضد كوفيد-19. ويعتمد اللقاح الذي تطوره تايلند على الحمض النووي الريبوزي، الذي يحفز خلايا الجسم على إنتاج الأجسام والجزيئات على سطح الفيروس لتحفيز الجهاز المناعي للعمل.
وفي فرنسا تراجع عدد مرضى كورونا في المستشفيات مع تعافي 205 مصابين، ليبلغ العدد الإجمالي بالمستشفيات حاليا 17,178 في استمرار لتراجع تدريجي بدأ منذ أكثر من خمسة أسابيع لدى وصول الرقم لذروة بلغت 32,292 مريضا في نيسان الماضي.وكانت فرنسا قد منعت استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين خارج إطار التجارب السريرية، وصرحت باستخدامه فقط في المستشفيات وحصرا لمعالجة الإصابات الخطرة، بناء على قرار للجان والأطباء.وقبل أيام كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يتناول منذ حوالي عشرة أيام، على سبيل الوقاية، عقار هيدروكسي كلوروكين المضاد للملاريا، والذي أوصت البرازيل باستخدامه لعلاج الإصابات الطفيفة بفيروس كورونا المستجدمن جهته قال البروفيسور طوفان توكاك عميد كلية الطب بجامعة إسطنبول، في تصريحات للأناضول إن "عقار هيدروكسي كلوروكين ظهر في البداية كعلاج للملاريا، إلا أنه لا يستخدم في تركيا كثيرا بسبب عدم انتشار هذا المرض".وأوضح توكاك أن المجال الأساسي للعقار حاليا هو علاج الروماتيزم والتهاب المفاصل، وأنه ليس له آثار جانبية خطيرة .وأشار إلى أن تركيا بدأت في استخدام العقار مبكرا مع الصين بعد أن اتضح أنه يساعد في منع تكاثر فيروس كورونا داخل الخلية إذا تم استخدامه في بداية المرض.
ولفت توكاك إلى حدوث نقاش منذ شهرين بخصوص جدوى استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين للأغراض الوقائية.وذكر أن الأطباء الأتراك رأوا أن استخدام العقار بهــــدف الوقاية من المرض ليس له فائـــــدة، بل يمكن أن يكون مضرا بسبب آثاره الجانبية.
حدوث حالات
وأوضح أن "هناك أقاويل بخصوص تسبب العقار في حدوث حالات موت مفاجئ إلا أنها لم تثبت بعد ,وأن العلاج يستخدم بجرعات محددة وبروتوكول خاص تطبقه وزارة الصحة، ولا معنى لاستخدامه من دون الإصابة بفيروس كورونا .وأضاف فورال أن "العقار يمنع دخول فيروس كورونا إلى الخلايا وتكاثره، كما يمنع تلف الأنسجة من خلال منعه إفراز السيتوكين بشكل مفاجئ"وأشار إلى أن هيدروكسي كلوروكين يعدل الجهاز المناعي ويقضي على بعض الأعراض مثل الالتهاب والآلام وارتفاع درجة حرارة الجسم. ونتأمل عودة الحياة الى شكلها الطبيعي تدريجيا خصوصا بعد إعادة فتح الكولوسيوم في روما والبازار الكبير في إسطنبول واستئناف عمل المتاجر في موسكو والمدارس في بريطانيا، كما تتسارع عملية عودة مظاهر الحياة الطبيعية في أوروبا، بعد أشهر من العزل الصحي بسبب كورونا.
عن اللغة الالمانية