فُرقان سلام تبدأ مشوارها مع العدسة عقب أحداث تشرين: الجمال الفوتوغرافي يكمن في إلتقاط لحظات الحياة الحقيقية

ذي قار - أوس ستار الغانمي

فُرقان سلام، مصورة فوتوغرافية من ذي قار تبلغ من العمر 27 عامًا، بدأت مشوارها بعد أحداث تشرين التي ألهمتهــــــا لتوثيق الواقـــــع بأسلوب فنــــــي. تأثرت عميقًــــــــا ببيئتها المحليــة المضطربة، ممـــا شجعها علــــــــى استكشاف الجمال في التفاصيـــــــــــل البسيطة ونقــــــــل قصص النســــــــاء ومعاناتهن. رغـــــم التحديات والصعـــــــوبات، تسعى فُرقان للتعبير عن ثقافتها وهويتها من خلال عدسة كاميرتها.ومعها كان هذا الحوار:

□ ما هو الحدث أو التجربة التي ألهمتكِ لبدء مشواركِ في التصوير الفوتوغرافي؟

- كانت أحداث تشرين هي البداية التي دفعتني لتوثيق ما يحدث، حيث شعرت حينها بأهمية التوثيق بطريقة فنية. وأعتقد أن بيئتي المحلية المضطربة سياسيًا واجتماعيًا قد حفزت حب التصوير والإعلام الذي بدأ ينمو منذ المراهقة، واكتمل هذا النمو خلال أحداث تشرين، مما دفعني لاتخاذ قرار ببدء مشواري في هذا المجال.

□ عندما تنظرين إلى صوركِ، ما هي القصة التي ترغبين في أن يلتقطها المشاهدون؟

- أرى الجمال في الأشياء البسيطة، كزهرة تنمو بين الأوساخ، أو سيدة تلعب مع قطتها وتطعم جاموستها متناسيةً الجفاف الذي يحيط بها. وأيضًا جمال العشوائية في الأسواق الشعبية مع تلاعب الضوء الساقط، الذي يخلق تباينًا ساحرًا بين الضوء والظل يسر الناظرين.

□ هل تجدين أن هناك صعوبات معينة تواجهيها كمصورة فوتوغرافية في العراق؟

- تبدأ الصعوبة من قلة ثقافة التصوير الفوتوغرافي والتوثيق لحياة الشارع، مما يجعل الناس يتخيلون أنكِ قد تلتقطين صورًا لهم في أوضاع غير لائقة، أو ربما تعرضينهم للإحراج. برأيي، ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة هذا التخوف نظرًا لسهولة تصوير أي شخص في أي وضع. وتزداد الصعوبة عندما تكون المصورة أنثى في شوارع يتصاعد فيها التحرش يومًا بعد يوم.

ولتجاوز هذه الصعوبات، أشرح للناس من أنا وما هو عملي وأين أنشر الصور، مستخدمة أسلوبًا لطيفًا وابتسامة حتى في مواجهة غضبهم. أعتقد أن هذا الأسلوب يمنحهم بعض الطمأنينة، وفي كثير من الأحيان يتجاوزون مخاوفهم ويرحبون بالتصوير.أما فيما يتعلق بالتحرش والمضايقات، أرى أن الردع الوحيد حاليًا هو عدم السكوت والتصدي لهم بتوثيق ما يحدث.

الثقافة الجنوبية

□ كيف تحاولين التعبير عن هويتكِ وثقافتكِ من خلال عدسة الكاميرا؟

- أنا سيدة جنوبية عشت معظم حياتي متأثرة بعمق الثقافة الجنوبية، لذا أسعى لنقل هذه الثقافة من خلال تصوير الأزياء، وتوثيق وجبات الطعام، والتطرق إلى مختلف القضايا التي تميز الجنوب وتؤثر عليه.

□ ما هي اللحظة الأكثر تأثيرًا التي قمت بتوثيقها؟

- أعتقد أن اللحظة الأكثر تأثيرًا لم تأتِ بعد، ربما لأنني ما زلت متعطشة للصور وأعتبر نفسي في بداية مشواري، وأتطلع لاكتشاف الكثير في المستقبل.

□ كيف ترين التطور المستقبلي لعملكِ؟ وما هي الرسالة التي ترغبين في إيصالها من خلاله؟

- أرغب في التطور في العمل الصحفي والوثائقي، وكما أقول دائمًا، أنا أعيش من خلال تصوير حياة الشارع. أما رسالتي الأسمى فهي توثيق حياة النساء ونقل جزء ولو بسيط من معاناتهن.

□ ما هو مفهومكِ للجمال في التصوير الفوتوغرافي، وكيف تسعين إلى تحقيقه في صوركِ؟

-مفهوم الجمال في التصوير الفوتوغرافي يتجاوز المظاهر التقليدية للجمال السطحي، فهو يكمن في القدرة على التقاط لحظات الحياة الحقيقية وتفاصيلها الدقيقة التي تعكس العواطف والأفكار والقصص الكامنة وراء الصور. الجمال في التصوير هو اكتشاف الجمال في الأشياء البسيطة والمألوفة، في التعبيرات العفوية، وفي تباين الضوء والظل الذي يحول مشهدًا عاديًا إلى عمل فني. إنه القدرة على رؤية العالم من زوايا مختلفة، واكتشاف ما قد يغفله الآخرون، وتقديمه بشكل يلفت الانتباه ويثير التأمل. كلما كان تكوين الصورة نظيفًا ومريحًا للعين، زادت قيمته الجمالية.

□ كيف تغيرت رؤيتكِ للعالم والحياة من خلال عملكِ كمصورة؟

- أعتقد أن نظرتي للعالم والحياة قد تغيرت بشكل كبير من خلال عملي كمصورة. حتى عندما أتجول في الشارع بدون كاميرا أو أي وسيلة للتصوير، أبدأ في رؤية المشاهد كأنها تكوينات صالحة للتصوير وأحداث تستحق التوثيق. أنا أؤمن بأن الصورة يمكن أن يكون لها تأثير كبير وتساهم في إحداث التغيير.