ردي بينا
مزهر الخفاجي
من بعيد ..يرتفع مذياع صاحب (التكتك) الذي يقول فيه المغني:
(ردي بينا ..تونا يادنيا كبرنا)…
وانا أسمع مستهل هذه الأغنية، وقفتُ متبسمراً في مكاني.. تُرى لماذا ينصتُ هذا الشاب لهذه الأغنية وهل يقصدُ أن يذكر روحه والناس..
من أنا كبرنا ومن أننا نلوك نفس الأسئلة ونحظى بنفس الألم، وان المواجع والمِحن تتوالى.. عفواً أتذكرُ مرة ان أبي قال لي:-
إياك وأن تطمئن لدنياك هذه وهي ليس عليها أي أعتماد لأنها كانت ومازالت بأهل الكرامة تخون.
هي يا أبني، مثل صحبة عاهر ومع ذلك لا تتجاهل حلوها وتجرع مرها..
الفقراء يابُني صلبون ورقيقوا قلوب ومدمني مِحن، وهم يبكون حين ينجرحُ الطير، وحين يمرون بغصن وردة ذابل، ينقهرون…
هم يرون وجوههم في ماء خابط ويصرون رغم كل هذا الضيم ان يعيشوا بسلام..
لقد حاصرتهم الدنيا مراراً ، لكنهم لم يتوسلوها أبدا، وكانوا صباح .. مساء يغنون ..
(ردي بينا).