أربيل: لا أوامر قبض بحق الأهالي وندعوهم للعودة إلى منازلهم
هدوء حذر في خبات بعد مواجهات دامية بين الهركية والبيشمركة
أربيل – فريد حسن
عاد الهدوء إلى قضاء خبات في محافظة أربيل، بعد مواجهات دامية بين عشيرة الهركي وقوات البيشمركة، خلّفت قتلى وجرحى وأدت إلى نزوح جماعي لعائلات تركت منازلها تحت وطأة الاشتباكات والتوتر الأمني. وأكد محافظ أربيل أوميد خوشناو في بيان أمس إن (الأوضاع في قرية لاجان تتجه نحو الاستقرار).
مشدداً على (عدم وجود أي أوامر قبض بحق أي من سكان القرية)، داعياً الأهالي إلى (العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم دون خوف)، وأوضح خوشناو إن (إثارة الفوضى في القرية، هي محاولة عقيمة من قبل الأعداء لخلق البلبلة وإنساء الهجوم الإرهابي الذي استهدف حقل كورمور، والتقليل من شأن انتصارات حزب البارتي)، واستطرد بالقول إن (عشيرة الهركي والقوات الأمنية ستفشلان هذه المؤامرة معاً)، ولفت إلى إن (وصول القوات الأمنية للمنطقة، كان لحماية أرواح وممتلكات الأهالي ومنع أي أطراف خارجية من الإخلال بأمن المنطقة، وليس للاعتداء على المواطنين، ورفض كل الشائعات التي تحدثت عن إيذاء السكان أو التضييق عليهم)، وتابع إن (بعض الأشخاص يحاولون خلق الفوضى، لكنهم لا يمثلون الهركيين ولا يتحدثون باسمهم)، مبينا إن (المساعي مستمرة لتهدئة الأوضاع وإعادة الحياة إلى طبيعتها في القرية). في تطور، أعلن وجهاء عشيرة هركي في إقليم كردستان، حل الخلافات التي تخص قرية لاجان مع الجهات المعنية. وقال رئيس العشيرة هيثم عزيز خان هركي خلال مؤتمر أمس إن (وجهاء العشيرة تمكنوا من التوصل الى حل كامل لسوء الفهم، الذي كان موجودا خلال الايام الماضية، وذلك مع وزير الداخلية في الاقليم، لحل المشاكل)، داعياً الاهالي الى (العودة لمنازلهم وفض الخلاف، وعدم احداث مشاكل مع الجهات المعنية)، وأوضح هركي إن (جهات مغرضة حاولت تاجيج الوضع). وشهد قضاء خبات اول امس، اشتباكات عنيفة بين أفراد من عشيرة الهركي وقوات البيشمركة. وأشار شهود عيان أمس إن (ليلة الاثنين الماضي لم تكن عادية، حيث وثّقت النزوح وأصوات إطلاق النار وتصاعد أعمدة الدخان، التي تعد واحدة من أكثر المواجهات حدّة بين البيشمركة والهركية خلال العام الحالي). وأضافوا إن (قرية لاجان تحولت إلى بؤرة توتر أمني وإنساني، خلّفت قتلى وجرحى، وأدت إلى نزوح جماعي لعائلات تركت منازلها تحت ضغط الاشتباكات وتضارب الروايات، ما جعلها محطة مفصلية في سلسلة التوترات المتكررة بين الهركية والبيشمركة). وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات المشاهد المصورة التي وثقت خروج العائلات ليلاً، وسط بكاء مسنين وأطفال، ونداءات استغاثة تطالب بتدخل حكومي.
فيما اكد رئيس عشيرة الهركية جوهر الأغا في تسجيل صوتي أمس إن (عمليات الأنفال تعود من جديد، تُكسر كرامتنا على يد سلطة ظالمة) على حد تعبيره. في وقت، أكد مصدر طبي، بسقوط قتيل وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة المواجهات المسلحة عند أطراف خبات، بينما تطورت الأحداث إلى قطع طرق وإشعال إطارات وحرق دائرة البطاقة الوطنية في القضاء، ما دفع قوات البيشمركة، بتعزيزات وفرض انتشار في محيط القرى. وأعلنت اللجنة الأمنية في أربيل، توقيف عضو الاتحاد الوطني نيجيرفان عيسى هركي، بتهمة التحريض على الفوضى واستهداف منشآت اقتصادية، مؤكدة إحباط محاولات لتفجير منشآت عامة وإثارة الشغب. على صعيد متصل، كشفت مصادر عن إن (هذه المواجهة هي الثانية خلال العام الحالي بين الهركية والبيشمركة، وإن جذور التوتر تتجاوز الخلافات الميدانية لتصل إلى تضارب مصالح سياسية واقتصادية بين القيادات المؤثرة)، على حد تعبيرهم. وأشاروا إلى إن (قرية لاجان تشكل نقطة حساسة بسبب وجود مصافي نفط ومحطة كهرباء تغطي عدداً كبيراً من مناطق أربيل، ما يجعلها بؤرة قابلة للاشتعال عند أي احتكاك). ووصفت السلطات في أربيل ما حدث بإنه محاولة لزعزعة الأمن.