الأكشن ومخاطر المخدّرات
(سيموزا) عودة مثيرة للشاشة الفضية
افراح شوقي
يوم امس انهيت مشاهدة الحلقات العشر للمسلسل الدرامي العراقي الجديد ( سيموزا) ، العمل هو ثمرة (منحة رئيس الوزراء للدراما التلفزيونية) ! كما يقول (تايتل) العمل، وهو من انتاج شركة شمس الفن للانتاج والتوزيع الفني، واخراج اسعد الهلالي، فكرته تدور حول المخدرات كأحد التحديات الكبرى التي تواجه المجتمع العراقي.
المسلسل محاولة بدت بسيطة لاطلاق جرس انذار كبير خاصة لجيل الشباب الى مخاطر افة المخدرات وكيفية تجنب الوقوع في حبائلها، وهو يعيد الأذهان قليلا إلى المسلسل المصري الشهير (رافت الهجان) في موضوع زراعة عميل مزدوج داخل عصابة كبيرة لاجل الايقاع بها.
من اهم ما ميز العمل هو تلك الوجوه الشابة من الشباب والشابات اللواتي ظهرن بمهارات ممتازة سيكون لها مستقبل واعد فيما لو توفر لها الدعم، لعل ابرزهن الشابة ذات الشعر الزهري نادين الفهد بدور(ليان) مدمنة المخدرات والتي اتكهن لها بمستقبل ممتاز، اضافة الى ملامح دنيا علاء التي ادت دور البطلة ( فرح) رغم انها لم تصمد طويلا لتكون مقنعة في بعض المشاهد! ربما بسبب ضعف السيناريو. لفتني ايضا الحضور المميز للفنان الشاب المغترب أمجد الهلالي بدور مقدم فهد والذي ابدع بقدراته الفنية رغم تجربته المتواضعه بالتمثيل لكنها تشي بانه فنان كبير واعد لو منحت له ادوار بطولية قادمة.القديرة صبا إبراهيم حافظت على تربعها على قمة الأداء ووجودها صعد كثيرا من جودة العمل الكلي بما تمتلكه من قدرات إقناع مبهرة ! برافو صبا وبرافو مثلها للفنان بطل العمل ذو الفقار خضر، ليس جديدا عليك هذا الابداع. ولم اتفاجأ بالاداء الفخم للمبدع قتيبة غانم، وهو ايضا المنتج المنفذ للعمل ولعل ما يستحق ان نفخر به في العمل هو الموسيقى التصويرية اللافتة التي رافقته للمبدع احمد الشواك والتي منحتها نكهة عراقية خالصة ومتفردة.
العمل يركز بشجاعة على انتشار المخدرات بين طالبات الجامعة ، وهناك مشهد يقول فيه بطل العمل صباح لصديقه، (غادرت العراق منذ 23 عاما، ولم اتوقع عندما اعود ان اجد المخدرات وصلت حتى بيت اهلي)!
المسلسل يعد محاولة للهروب من التقليدية والبرود اللتان تسيطران على الدراما العراقية، وانتقالة درامية مهمة كان يمكن ان تكون ممتازة لو توفرت لها الانتاج الذي يناسبها ، اذ ان العمل نجح في مشاهد كثيرة اظهرته متماسكا وقويا ، لكنه وفي مشاهد لاحقة خيب الامال وعاد بذاكرة المشاهد لذات نقطة ضعف الدراما العراقية من حيث عدم الاقناع والاستسهال المتعمد، الحلقات العشر للمسلسل حاولت على عجالة ولوج دائرة الاكشن بادوات بسيطة وبأنتاج زهيد مما عرضه للهشاشة في بعض اللقطات! ، ربما وقعت شركة شمس الفن للانتاج ضحية لقضم ميزانية العمل لتكمل المسلسل بنصف القيمة ! على حساب حذف مشاهد كثيرة ومهمة، وهذا يفسر احيانا الانتقالة لمشاهد لاعلاقة لها بالتي قبلها وكذلك المشاهد المقطوعة بشكل واضح.
خلال مشاهدتي سجلت بعض الملاحظات، منها مشهد قتل فرح على يد سلام ، كيف اقتنعت العصابة بمشهد قتلها الساذج والمفروض انها تختفي كونها قتلت لكنها تظهر تتمشى برفقة حبيبها سلام في احياء بغداد بوضح النهار وبشكل طبيعي!. وكذلك اصرار الطالبات وهن تحت تأثير (سيموزا) ان يظهرن وهن بكامل اناقتهن ومكياجهن حتى وهن في اقصى درجات الضعف بسبب الحرمان من المخدر! مثال اخر يبدو مضحكا وهو عندما شهر احد ابطال العمل (فراس والد فرح) مسدسه داخل مطعم مكتض بالناس، واطلق رصاصة في الاعلى ، لكن المشهد مر دون ان يستفز احدا من مسوولي المطعم او اجهزة الامن القريبة من المكان ليكتمل بعد ثواني بجلوس الجميع على طاولة واحدة كأن شيئا لم يكن! ، هل صار استخدام السلاح الناري في المطاعم مستساغ وعادي الى هذه الدرجة في العراق؟سمعت من اصدقاء، ان فنانيين تعرضوا للإعياء بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقت التصوير والتي تجاوزت 50 درجة مقابل عدم وجود أماكن للاستراحة !؟ وبعض وجبات الطعام المخصصة كانت تصلهم فاسدة!.في المسلسل هناك دور واضح ومهم للقوات الامنية العراقية ووجودها منذ البداية وعبر تعاون لمكتب مكافحة المخدرات في بلجيكا والعراق والشرطة الفيدرالية.
*(سيموزا) نوع من الحبوب المخدرة الرخيصة لكن آثارها مدمرة، لها اخوات كثر والقوات الامنية العراقية اليوم امام تحدي كبير لوئد منابع تكاثرها وتجارتها.