مقاتلو العمّال الكردستاني يتشبّثون بحياة الجبال

اربيل - الزمان

يواصل مقاتلو حزب العمال الكردستاني، التشبّث بما يصفونه بـحياة الجبال، برغم التحوّلات الكبيرة التي يشهدها الحزب في إطار مسار السلام مع أنقرة.

وعلى طريق جبلي ضيق ومتعرج، يترجّل مقاتل من الحزب عن شاحنته الصغيرة قرب نهاية الطريق، قبل أن يرفع هاتفاً معلقاً على جذع شجرة لإبلاغ رفاقه بقدومه. ومن هناك، يهبط مع مجموعة من المقاتلين نحو مخبأ محفور داخل صخور الجبل، يمثل أحد مواقع الحزب التي تحولت منذ عقود إلى قواعد خلفية لهم في شمال العراق.

ترك الجبال

 وفي عمق المخبأ، قالت القيادية شردا مظلوم كابار إن (عملية السلام لا تعني أننا سنترك الجبال)، مضيفة إن (نمط الحياة الذي اختاروه لا يهددهم، على عكس المدن بزحامها ودخانها وصخبها)، وأشارت إلى إن (النضال لا ينتهي، بل يستمر بأساليب أخرى وسلماً هذه المرة)، مشددة على أن (أفـــراد الحزب اختاروا هــــــذه الحياة بإرادتهم). وكان حزب العمال الكردستاني، استجابة لدعوة مؤسسه عبدالله أوجلان، قد أعلن في أيار الماضي، حلّ نفسه بعد أكثر من أربعة عقود من القتال ضد القوات التركية، وهو قتال خلّف نحو 50 ألف قتيل.  وفي الأشهر الماضية اتخذ الحزب خطوات غير مسبوقة باتجاه إنهاء العمل المسلح، فيما تواصل تركيا منذ 25 عاماً تثبيت قواعد عسكرية في شمال العراق وتنفيذ عمليات ضد الحزب. وفي تموز، أحرق 30 مقاتلاً بينهم أربعة قياديين أسلحتهم في مشهد رمزي أعلن نية التخلي عن الكفاح المسلح. وتضيف مصادر الحزب، إن جبال  شمال العراق استقبلت في الفترة الأخيرة مجموعات جديدة من المقاتلين المنسحبين من تركيا، في خطوة لرفع مستوى الالتزام بعملية السلام. ومن بين هؤلاء فيجين ديرسم (34 عاماً) التي انضمت للحزب في الثالثة والعشرين من عمرها، وقضت معظم سنوات نشاطها في جنوب شرق تركيا قبل انتقالها إلى قنديل.