الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فشل الشيوخ المرشحين في الميزان

بواسطة azzaman

فشل الشيوخ المرشحين في الميزان

مارد عبد الحسن الحسون

 

بمعزل عن ضغوط المصالح المتبادلة  التي حكمت الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، وبمعزل عن المتغيرات المتلاحقة السريعة التي حصلت في قناعات الناخبين  خلال توجههم الى صناديق الاقتراع بفعل المال السياسي والتأثيرات العائلية  وإنقسامات  المصالح المشروعة وغير المشروعة ونسب المصوتين و المقاطعين للعملية الانتخابية  وتأثيرات الإعلام بكل قنواته  الاعلانية   وكذلك فشل مرشحين في توفير رؤية مقنعة للناخبين  نتيجة قصور  وسائلهم الإقناعية  ،  و بمعزل عن ظواهر التشهير والتسقيط التي سادت عروض الساحة الدعائية  ، اقول بغض النظر عن كل ذلك ، يظل فشل عدد من شيوخ العشائر في الفوز واحداً من الظواهر التي أُعطيت ، اكثر من حجمها الطبيعي في التحليلات التي نشرت  على هامش النتائج .

وفق اعتقادي  ينبغي النظر الى خسارة هؤلاء الشيوخ من زاوية انهم مواطنون ترشحوا للانتخابات على اعتقاداتهم ان لهم مناصرين كثر في صفوف عشائرهم  سيتولون حملهم الى مجلس النواب فائزين دون اية مراجعة لأحتمال ان عشائرهم ستخذلهم وهو ماحصل واذا كانت القاعدة  الشرعية تقول (لايزكي الانفس الا الله) فمن باب اسلم  ومن خلال الاعتبار المنطقي ، نقول  ربما أخطأوا في تصوراتهم انهم سيفوزون  اعتماداً على اصوات ابناء عشائرهم من غير أن يجروا مراجعة معنوية وحسابية عن العدد التقريبي  للذين سيصوتون لهم

هذا احتمال مشروع يحمل بعض المبررات  ،اما الاحتمال الثاني فيتعلق بالعملية الانتخابية برمتها من حيث انها عملية دعم أو تسقيط  ليس فيها اية حيادية  ومن هنا ربما تكون  بعض الأسماء المرشحة قد ساهمت من غير الشيوخ في هذه المهمات  مما تسبب في سحب الاصوات لهم وفق اليات  المنافسة ، وهذا سبب ينبغي اخذه بالحسبان نظراً الى حجم الأصوات التي حصل عليها المرشحون المنافسون للشيوخ ، يضاف الى ذلك ان الشيوخ الذين توقعوا فوزهم في الانتخابات انما وقعوا في تقديرات غير صحيحة متناسين ان الناخب العراقي وان كان مدفوعاً بالمصالح الشخصية ، لكنه أيضاً ناخباً  له قدرة على الفرز بين ان يكون شيخ عشيرته مؤهل للمنصب البرلماني الذي ينشده أو خلاف ذلك .

لاشك أن جميع الشيوخ الذين خسروا في السباق الانتخابي يشعرون الان بخيبة أمل من موقف عشائرهم إزاء ما حصل  ولكن اياهم  أن يأخذوا على انفسهم تحميل  كل المسؤولية على الناخبين .

ان لي بين  الشيوخ الذين خسروا  الانتخابات  اصدقاءً ومعارف  بحكم العلاقات التاريخية التي تربطهم بعشيرة بني عارض التي اتشرف برئاستها ،  كما لي علاقات عمل مشترك معهم خلال  مسؤولتي الوظيفية السابقة مديراً لشؤون العشائر في وزارة الداخلية  ولي عليهم ميانة حقوق معرفة وصداقة لذلك  اوصيهم بالتماسك  والترفع عن تحميل عشائرهم أية ضغينة تتسبب في توتير العلاقة بين الطرفين .  إن الإنصاف المترتب على ذلك ينبغي أن ينسجم مع قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ، صدق الله العلي العظيم

 


مشاهدات 31
الكاتب مارد عبد الحسن الحسون
أضيف 2025/12/02 - 3:28 PM
آخر تحديث 2025/12/03 - 12:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 10 الشهر 1549 الكلي 12785454
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير