الموت لأمريكا
نبز شهرزوري
عبارة " الموت لأمريكا " تم إستخدامها لأول مرة من قبل كوريا الشمالية، وبعد ذلك من قبل الایرانیین بعد الثورة الإسلامية في إيران.
هو شعار سياسي معادي للولايات المتحدة، تستخدمە بعض الأحزاب الدينية، في( أفغانستان، لبنان ، اليمن ، العراق ) مستوحی من شعار الثورة الإیرانية .
يُعتبر ترديد الشعارات المعادية والمتطرفة ، بمثابة وسيلة لتفريغ الغضب و الاحتجاج اللفظي، و تعبير عن الاستياء والشعور بالعجز او إلى وجود مشاعر سلبية تثير الغضب الشعبي تجاه سياسات أو أفعال دولة او قضیة ما ، في حين أن رفع الشعارات قد تکون متنفساً عاطفيًا لا اکثر، فإن اغلب أصحاب تلك الشعارات یفتقرون إلى الأفعال الملموسة و یلتزمون بحرفية الشعارات شكلاً فقط و یخالفونە في ترجمتە الی الافعال، مع عدم وجود استراتيجية واضحة تؤدي إلى تغيير ملموس في الواقع السياسي أو الاجتماعي للمجتمع .
ماجدوی الشعارات إذاً ؟
بعد الحرب العالمیة الثانیة، سُئل مسؤول ياباني " كنتم الدولة الوحيدة التي استخدمت أمريكا القنبلة النووية ضدکم ، لماذا لا يهتف أحد في اليابان " الموت لأمريكا "؟
أجاب: " أصحاب الشعارات لیس بوسعهم فعل شيء " .
وبعد سنوات قلیلة فقط..حوّل اليابانیون تركيزهم بدل الشعارات العاطفیة إلى وضع خطط عملیة للتنمية الاقتصادیة و الصناعية، وتحديدًا التكنولوجيا، وقد أدت هذه الخطط إلى طفرة اقتصادية غير مسبوقة، ثم قام الیابانیون ببناء بنية تحتية قوية، لتواكب تطورهم الاقتصادي والتكنولوجي، حتی أصبحت اليابان، (الدولة التي تفتقر للموارد الطبيعية، المعادن الأساسية مثل النفط والغاز الطبيعي)، قوة عظمى في العالم الاقتصاد.
علما إن الناتج المحلي الياباني في عام 194٥کان ( ١٠٣ ) مليار دولار فقط، في حین بلغ الناتج المحلي الإجمالي في عام(2024)، حوالي(4,07) تريليون دولار أمريكي، وبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي حوالي(32,475,90) دولار أمريكي في عام (2024) ... وفقًا لبیانات (مجموعة البنك الدولي )والمنصة العالمية (https://ar.tradingeconomics.com) .
بینما دخل الفرد الشهري (متوسط) في العراق، البلد النفطي الغني بالثروات الطبیعیة ، حوالي (416) دولار فقط، و الموازنة السنویة لعام (2024) بلغ (155 ) مليار دولار .
اذا ظل تنافس بین الفرقاء و تيارات المتصارعة في العراق، (الذین يعتاشون علی اوهام الشعارات) التي تعيق خروج المجتمع من هيمنة تلك الافکار و النزعة الطائفية و التهميش و الإقصاء و التمييز بین مکونات المجتمع، بدون استئصال الفساد، الاستقرار السیاسي، تعزيز حقوق الإنسان، سيادة القانون ، القضاء علی الفقر و تحسین المعیشة ، لن نتمکن من اللحاق بركب الحضارة الحديثة، ونسمع تردید تلک الشعارات وهتافات التي تصدع الرؤوس الی ظهور المهدي .