فم مفتوح .. فم مغلق

آهات المجتمع في إزدياد

زيد الحلي

كثرت آهات المجتمع، فمع كل يوم تظهر على السطح مشكلة، ومعها تزداد الشائعات، لتنمي التداخل والصراع  بين المشكلات الاجتماعية وهي كثيرة، ولها أبعاد مختلفة تؤثر في مظاهرها ودرجتها ومدى أولويتها فهي ترتبط ببعد التاريخ والمكان والقانون والسياسة والاقتصاد والبعد الاجتماعي والثقافي والتربوي.

وقد بات المواطنون  يشعرون بوطأة هذه المشكلات ويسعون إلى بذل الجهد سواء بمفردهم أو بمساعدة آخرين  لمواجهتها، ومنها ما تعانيه الأسرة من تفكك في العلاقات الاجتماعية، وعدم وجود أماكن لشغل الفراغ وإصابة أحد أفراد الأسرة بمأزق كبير مثل إدمان المخدرات ومشكلات النزاعات الأسرية والطلاق.. وغيرها.

لقد نسى البعض، ممن يتصدى لموضوعة ومشكلة عامة، تخص حالة مهمة في المجتمع، مثل الحالة المعاشية اليومية، وهي في قمة الاولويات عند المواطن البسيط ، ان الماء عندما يتجمع مع الرمل في حفرة لا يستطيع أحدهما النفاذ منها وتذوب التربة بالماء وتظهر على السطح رمالا جافة ولكنها في الحقيقة رمالا مشبعة لا تستطيع تحمل أي ثقل يقع عليها... واظن انني اوصلت الفكرة بمثال بسيط ، يعرف معانيه حتى البسطاء من عامة الناس..!!

ان التخبط في المسارات الضيقة، والإلتواءات المقصودة، تؤدي الى نرفزة وضيق خطير في المجتمع، ويخطئ من يعتقد أن الجهل الاداري هو مرض  يصيب العقل الجمعي للمسؤولين المعنيين. لكني اجد انه مرض نفسي خطير ناتج عن الشعور بالعظمة والفهم الهلامي  والغرور.. والغرور هو أحد متلازمات الجهل الذي يرتبط في اللغة العربية بالحماقة، والانفعال، والتوغل في الخصام، والافتقار إلى الحكمة، والاستعداد لممارسة الهيمنة، وتغليب العاطفة، وبالذات السلبية منها، على العقل... وهي تنتعش حين تجد لها من يغذيها، وهاهو بلدنا العزيز، يعيش الان في دهاليزها، ويُحرق العراقيون في افرانها، نتيجة قرار جاهل من هذه الوزارة، او قرار مرتبك من وزارة اخرى .. وهكذا دواليك !

Z_alhilly@yahoo.com