إنقذوا الأطفال من سطوة الجوال

خليل ابراهيم العبيدي

دخل الجوال حياتنا لما له من فوائد جمة، وله مزايا كثيرة منها ما كان لابنائنا نعمة، ومنها ما صار على الاطفال نقمة، وقد غزت مواضيعه مراكز البحث العلمي، وتوسعت دراسة اثاره لتصل الى معاهد البحث الاجتماعي لما تركه هذا الزائر العتيد من سلبيات تعدت الحد المعقول، سيما تعود الأطفال على ما يبثه من العاب خطرة، او ما يعرضه من مواد مسيئة لا تغادر الذاكرة.

لا يمكن لأي منا أن يبخس الأجهزة الحديثة دورها في نقل افكارنا للغير، ونقل افكار الغير إلينا، وهو في كل لحظة يقدم آخر المعلومات واخر الاخبار، أنه متلازمة الحياة، بيد أن ثمة قهر اضافي يسببه للأباء والامهات، وانه ايضا صار وسيلة ابعاد للموظف عن واجباته اليومية في الدوائر والوزارات.

أن الاسر في كافة أنحاء العالم باتت تشكوا من انغماس ابنائها سيما الأطفال منهم فيما يقدم اليوم من برامج وخاصة لعب الاطفال، تلك التي تعرض العنف بشتى اشكاله او تلك التي تقدم الألعاب باهضة الثمن، او الألعاب المجانية، او او، وان كل ما هو متيسر للأطفال صار وبالا عليهم سواءا اكان من حيث ضياع اوقات الدراسة، او ضياع وجبات الطعام، او ضياع صحة العيون والابدان، وقد تعودت فضائية ال بي بي سي  وفضائيات أخرى على تناول هذه المشاكل باستمرار، واخذت تدريجياً تقترح على الحكومات اتخاذ اجراءات لتهذيب المعروض بين المنع والشطب والتقليل من الآثار قدر الامكان،اما فيما يخص اطفال العراق، فان المهمة موكولة لوزارة الداخلية، ووزارة الاتصالات، وربما هيئة الاعلام والاتصالات الأخذ بزمام المبادرة لحجب الخطر من لعب الاطفال، وحجب ما هو مكلف، اضافة إلى تقليل ساعات السماح بعرض اللعب البريئة، سيما في فصول الدراسة، وحجبها أيام الإمتحانات، إنها مناشدة لكل مسؤول حكومي، له امكانية إنقاذ الأطفال من سطوة الجوال.