كأس العرب .. فرصة المحليّين للتألّق

نصير الزيدي

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مسألة المزج في تشكيلات منتخباتنا الوطنية بمختلف مستوياتها، حيث يرى البعض أن اللاعبين المغتربين يمتلكون تأسيساً صحيحاً يجعلهم الأنفع للمنتخبات، فيما يذهب آخرون إلى أن المحترفين هم الأقدر على خوض المهمات الكبرى بحكم احتكاكهم بمدارس كروية متعددة. في المقابل، يدافع أهل الشأن الداخلي عن اللاعب المحلي، مستشهدين بالمثل القائل: «أهل مكة أدرى بشعابها».

لم تبقَ سوى أيام قليلة على انطلاق بطولة كأس العرب في قطر، البطولة التي تشهد مشاركة ستة عشر منتخباً من نخبة المنتخبات العربية، والتي لطالما كانت إرثاً عراقياً خالصاً بعد أن توّج العراق بأربعة ألقاب متتالية، في رقمٍ قلّما يتكرر.

المدرب الأسترالي غراهام آرنولد أعلن قائمة منتخبنا الوطني، وكانت بغالبيتها من اللاعبين المحليين، وذلك لعلم الجميع أن البطولة تُقام تحت لواء الاتحاد الدولي (فيفا) لكنها خارج أيام «فيفا دي»، مما يصعّب كثيراً التحاق المحترفين والمغتربين.

البطولة تمثل فرصة كبيرة للاعبي دوري النخبة لقول كلمتهم وإثبات أحقيتهم بارتداء قميص المنتخب، كما تمنحهم مساحة مهمة لحجز أماكن أساسية في التشكيلة المستقبلية.

أما المخضرم آرنولد، فعليه استثمار هذه البطولة بأفضل شكل ممكن، لاكتشاف بعض الأسماء الجديدة وسد الثغرات الفنية التي يعاني منها المنتخب العراقي، والتي قد تشكل نقاط ضعف مؤثرة في الاستحقاقات المقبلة. في المحصلة، تبدو كأس العرب فرصة ذهبية للاعب المحلي كي يتألق ويثبت ذاته، ويبرهن أنه جدير بقيادة ألوان الوطن متى ما مُنح الثقة.