الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جديد المبدعة هدير الجبوري ..مجموعتها القصصية القصيرة


جديد المبدعة هدير الجبوري ..مجموعتها القصصية القصيرة

خطوات وذكرى

.ابراهيم خليل العلاف*

 

والقصة القصيرة فن ادبي صعب ، يحتاج الى خبرة ، وتمكن ، واسلوب . ومن برز في كتابة القصة القصيرة هم كتاب يمتلكون خيالا ، وافكارا ،ومعاناة قدموها للقارئ بكل بساطة ، وييسر ، وتكثيف ، والقصة القصيرة في زمننا وعبر المائة سنة الماضية كان لها القدح المعلى في النشر والانتشار .

ولا اكتمكم سرا في انني احب واقرأ القصة القصيرة ، واحس انها قريبة من اهتماماتي ، وكثيرا ما اجدها معبرة عن ما اشعر به تجاه الانسان ، والكون ، والمجتمع .

لذلك تابعت - بكل شغف- ما كتبته الكاتبة ، والصحفية ، والقاصة الاخت الاستاذة هدير علي الجبوري ، وأحدث نتاجاتها مجموعتها القصصية الموسومة (خطوات وذكرى ) التي صدرت قبل ايام عن مطبعة نركال ودار نون للطباعة والنشر في الموصل 2025 ،واهدتني نسخة منها مع عبارات في الشكر رائعة ، وانا ممتن جدا جدا .

طبيعي ان تُهدي الاخت هدير الجبوري مجموعتها الى زمن ماضٍ ، والى ايام حملتنا على جناح البراءة ، والى وجوه مرت وتركت اثرا في حياتنا ، واجواء القصة القصيرة تتحمل الكثير من الاحاسيس والمشاعر ..بيوت تُركت وظلت صامتة ، وايام غادرناها لكنها مازالت تنغص علينا حياتنا ، واشجار باسقة كانت تظلل حياتنا ، وهمس ، وضحكة ، وطفولة ، وأرواح ، وسطح عتيق ، وخوف جميل صار حلما .

بهذه الثيمة قرأت قصص هدير ال (16) التي تكتنزها مجموعتها القصصية (خطوات وذكرى) ، واعترف بحرفية القصص التي قرأت لانها تضم كل (ميكانيزمات) القصة القصيرة ..الملك الصالح - نهاية سورين -كنز على الرصيف -دمية من قماش - فستان قديم - غريبة في زقاق جديد- ندبة لاتُشفى - خطوات وذكرى - حلم بعيد - سندويشة جبنة وحقيبة كبيرة - حين رحل فهد - عند موقف الباص ..حين كان القلب اخضرا - امرأة من الزمن الاخر - همسات الغياب - حبوب للحنين ..لماذا لم يخترعها أحد؟ - اين مني انا ؟ واحسب انني قرأت بعضها في الصحف الصادرة من قبل وجمعتها القاصة والكاتبة الاخت الجبوري .

استطيع ان اقدم لكم كل ما تضمنته القصص ، لكني لا افعل ، فقد أٌفسد عليكم لذة الاطلاع على القصص والتفاعل معها من خلالكم انتم ؛لكني اقف عندالقصة القصيرة الاخيرة في المجموعة والموسومة ( اين مني أنا ؟ تتطلع في البوم ، وتستعيدالذكريات وتنتبه اختها الصغرى لها وهي تفعل ذلك . تحدق في الصور مليا ثم تغمض عينيها وتستذكر اياما ..في واحدة من صورها القديمة براءة ،وخفة لمست الماضي فالصورة لم تكن مجرد صورة بل حياة كانت تبدو فيه سعيدة لكنها اليوم على " غير ما هي عليه أمس " شعرت انها نجت من بين انياب الايام ، قالت لاختها وهي تعلق على الصورة نعم هذه انا منذ زمن بعيد لكن لحظة الفرح والابتسامة اختفت كما تختفي الوان الغروب ، ومع هذا استمرت الحياة وبادرت الى طي صفحة الالبوم ونظرت الى اختها واحست بشيء من الدفْ يتدفق الى صدرها واحست ان ضوءا خافتا يتسلل الى عتمة حياتها وبدا الليل المظلم وكأنه يبتسم لها بصمت تماما كما فعلت وهي طفلة واستمرت الحياة وتجددت وتتجدد كل يوم .

بقي أن أقول أن للاخت الاستاذة هدير الجبوري اعمال اخرى أفخر بأنني كتبت عنها ، وكان لها وقع ، وكانت لها مكانة في المشهد الثقافي العراقي المعاصر

منها (همس الجواري ) ، أزاهير عراقية ) ، ازاهير موصلية) ، (ذات يوم) ، (خواطر يوم حلو يوم مر ) ، (تحت ظلال ذكريات موغلة في القدم) ..هي كاتبة ، وصحفية ، وقاصة ، وانسانة اتمنى لها الرفعة ، والتقدم ، والبهاء .

 

*كاتب وصحفي واستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 


مشاهدات 41
الكاتب .ابراهيم خليل العلاف
أضيف 2025/11/26 - 3:10 PM
آخر تحديث 2025/11/27 - 5:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 203 الشهر 19707 الكلي 12681210
الوقت الآن
الخميس 2025/11/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير